في تقرير لها تحت عنوان "الوحشية الطائفية"، أكدت مجلة الايكونوميست البريطانية على أن استمرار أشكال العنف الديني في جمهورية افريقيا الوسطى مازال يجبر المواطنين المسلمين على المغادرة بأعداد كبيرة، وأن الوضع هناك ما يزال خارج نطاق السيطرة.

ولفتت الصحيفة إلى التحذيرات التي تطلقها وكالات الإغاثة الآن فيما يتعلق بأن رحيل التجار ومربي الماشية المسلمين قد يؤدي إلى حدوث مجاعة كارثية وانهيار اقتصادي كبير.

وأوردت الصحيفة بهذا الخصوص عن مواطن مسيحي يقوم بالتدريس في العاصمة بانغي، ويدعى ايلودي نغويريلي، قوله :" لم يتبق من التجار أحد تقريباً في ظل انعدام الأمن بالأسواق، كما رحل مربو الماشية إلى المناطق التي تنمو بها الأعشاب، ما تسبب في تراجع المعروض من اللحم بشكل كبير، وهو ما أدى بالتبعية إلى زيادة أسعارها بصورة كبيرة للغاية".

ولفتت وكالات الإغاثة إلى أن أقل من ربع التجار الذين يستوردون الأطعمة من بلدان مجاورة ما يزالوا في بانغي، غير أن الهجمات التي تستهدف المسلمين قد تشجع الباقين على الفرار.

ونقلت الصحيفة عن السكان المقيمين في العاصمة تأكيدهم أن إمدادات السكر والدقيق الموجودة هناك حالياً باتت ضئيلة للغاية. كما ارتفعت أسعار السلع الرئيسية بصورة كبيرة. وأوضحت الأمم المتحدة أن 1.3 مليون نسمة من اجمالي عدد سكان البلاد الذين يقدر عددهم بـ 4.6 مليون نسمة بحاجة ماسة وعاجلة إلى مساعدات غذائية.

وقال بيتر بوكايرت وهو مسؤول الحالات الطارئة لدى منظمة هيومان رايتس ووتش " الوضع بالنسبة للمسلمين ما يزال سيئاً للغاية، ومعظمهم إذ يلوذ بالفرار الآن إلى تشاد والكاميرون".