شعيب حضرمي (4 سنوات) من مدينة حيس جنوبي محافظة الحديدة، تختزل قصته الكثير من المعاناة والألم الذي يواجه الطفولة في اليمن في عهد ميليشيا الحوثي الإيرانية.
في أحد صباحات نوفمبر 2018 كان شعيب يجلس جوار أمه في ساحة البيت الواقع بأطراف مدينة حيس الشرقية، كانت الأم منشغلة بأعمال البيت فتركته وابتعدت عنه قليلاً وما هي إلا لحظات حتى كان جسد شعيب الصغير ملقىً تحت ركام البيت الثقيل، كانت قذيفة ميليشيا الحوثي قد استهدفت البيت بشكل مباشر وأصابت الركن الذي يجلس تحته شعيب تماماً.
وقفت الأم المصابة تصرخ بين غبار ودخان البيت المدمر عاجزة عن فعل شيء وعلى الفور تجمع الجيران والمارة بالشارع وعندما حاولوا إسعافها رفضت حتى تتأكد من نجاة طفلها حياً من تحت الأنقاض، وخلال دقائق كان المسعفون قد تمكنوا من إخراج شعيب ونقله مع أمه إلى المستشفى الريفي في المدينة لتلقي الإسعافات الأولية وبقي إخوته وجدته يبحثون عن قدمه المبتورة حتى عثروا عليها مهشمة تحت صخور البيت.
يشير سامي حضرمي أحد أقرباء الأسرة المنكوبة إلى أنهم ما إن وصلوا إلى المستشفى الريفي حتى أمطرتهم الميليشيا بوابل من القذائف أصابت إحداها سيارة الإسعاف التي نقلتهم، وكان الأطباء قد بدأوا تجهيزها لتنقل المصابين إلى المستشفى الميداني بالمخا ومن ثم إلى عدن، إلا أن قذيفة الميليشيا أعطبتها ما اضطرهم إلى استئجار حافلة نقل صغيرة لتحل محلها.
ويضيف: قبل أن يجف دم شعيب وأمه التي أصيبت بشظايا في ظهرها وساقها، أرسل إلينا الحوثيون المزيد من مقذوفاتهم، وانتشر الرعب داخل المستشفى وتأكد لنا أن المستشفى هو المستهدف هذه المرة بالفعل حيث كانت القذائف تسقط بجواره بشكل متواصل كأنهم يحاولون إصابته وعندما أصابوا سيارة الإسعاف توقفوا قليلاً وعاد الأطباء لمواصلة عملهم الإنساني وإنقاذ الأرواح، وكان شعيب يوشك على الموت بعد أن نزف الكثير من دمه بسبب عدم ترك الميليشيا مجالاً للأطباء لمعالجته، ولكنهم بفضل الله استطاعوا إنقاذه في اللحظات الأخيرة ونقلناه إلى مدينة عدن وبعد أشهر طويلة من العلاج عادت له بعض عافيته ولكن الكثير من الشظايا لا تزال عالقة بجسده ومنها شظية في الرأس وأخرى تحت العين وتستدعي سفراً للخارج لنزعها ولكن وضعنا المادي لا يسمح بذلك، وأما بالنسبة للقدم الصناعية فما زال غير معتاد السير عليها وبما أنه صغير فإنه يحتاج لتبديلها كل سنة.