يتوجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، للتصويت في انتخابات محلية وصفها الرئيس رجب طيب أردوغان، بـ"مسألة حياة أو موت" بالنسبة للبلاد.

ويهيمن أردوغان على السياسة التركية منذ ما يربو على 16 عاماً بفضل النمو الاقتصادي القوي، ومهاراته الفائقة في الحملات الانتخابية، وأصبح أكثر زعماء البلاد شعبية، لكنه أكثرهم أيضاً إثارة للانقسام في التاريخ الحديث.

ومع ذلك، قد يتعرض أردوغان إلى ضربة انتخابية، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه، قد يفقد السيطرة على العاصمة أنقرة وحتى إسطنبول، أكبر مدن البلاد.

وفي ظل انكماش الاقتصاد بعد أزمة العملة في العام الماضي، وفقدان الليرة ما يزيد على 30% من قيمتها، بدا أن بعض الناخبين على استعداد لمعاقبة أردوغان.

وعندما سارعت السلطات مجدداً لدعم الليرة هذا الأسبوع، أشار أردوغان إلى أن الأزمة الاقتصادية ناجمة عن هجمات الغرب، وقال إن تركيا ستتغلب على مشاكلها بعد انتخابات اليوم الأحد، مضيفاً أنه "زعيم" الاقتصاد.

وقال أردوغان أمس السبت، في أحد التجمعات الانتخابية بإسطنبول: "الهدف من الهجمات المتزايدة على بلدنا قبل الانتخابات هو عرقلة الطريق أمام تركيا الكبرى القوية".

وستكون انتخابات اليوم الأحد، التي سيصوت فيها الأتراك لاختيار رؤساء البلديات وغيرهم من المسؤولين المحليين في جميع أنحاء البلاد، الأولى منذ تولي أردوغان سلطات رئاسية واسعة في العام الماضي.

وستمثل الانتخابات اختباراً لحكومته التي تعرضت لانتقادات بسبب سياساتها الاقتصادية، وسجلها على مجال حقوق الإنسان.

ويبدأ التصويت في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الخامسة مساء على أن تتضح صورة الفائزين على الأرجح بحلول منتصف الليل.

ضربة رمزية

من شأن الهزيمة في أنقرة أو إسطنبول أن تنهي حكماً استمر 25 عاماً لحزب العدالة والتنمية، أو أسلافه في المدينتين وأن توجه ضربةً رمزيةً للزعيم التركي.

وقبيل الانتخابات شكل حزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب الخير تحالفاً انتخابياً لمنافسة حزب العدالة والتنمية وشركائه القوميين في حزب الحركة القومية.

ولم ينضم حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد، الذي اتهمه أردوغان بصلته بالمسلحين الأكراد، إلى أي تحالف رسمي ولم يتقدم بمرشحين لرئاسة البلدية في إسطنبول أو أنقرة، الأمر الذي قد يفيد حزب الشعب الجمهوري.

وينفي حزب الشعوب الديمقراطي صلته بحزب العمال الكردستاني المحظور.

وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، أقام أردوغان نحو 100 تجمع انتخابي في جميع أنحاء البلاد وتحدث 14 مرة في مناطق مختلفة من إسطنبول في اليومين الماضيين وأكثر من 4 مرات في أنقرة  في حملته الانتخابية.

ووصف أردوغان الانتخابات بـ "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لتركيا وانتقد منافسيه، وقال إنهم يدعمون الإرهاب لإسقاط تركيا.

وحذر من فوز مرشح المعارضة في أنقرة، وأن السكان "سيدفعون الثمن".

ونفى معارضوه هذه الاتهامات، وتحدوا وصفه للانتخابات بمسألة حياة أو موت، وقالوا إن أردوغان قاد البلاد إلى الوضع الراهن.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليغدار أوغلو، في تجمع انتخابي في اسكي شهر: "ما هي مسألة حياة أو موت؟ إننا ننتخب رؤساء البلديات. ما علاقة هذا بنجاة البلاد".

وفي إشارة إلى أردوغان، قال قليغدار أوغلو" "إذا كانت هناك مسألة حياة أو موت في تركيا، فإنها بسببك".