لاحظ مراقبون انحسار مياه البحر بعدد من السواحل على ضفاف المتوسّط، على غرار السواحل الليبية والتونسية، وأفادت تقارير متطابقة حدوث هذه الظاهرة في عدد من السواحل الفرنسية والجزائرية والفلسطينية واللبنانية.
وعلى إثر تسجيل انحسار حاد للبحر بشاطئ عكا أمس، أوضح "المتخصص في علوم الأرض علي صغيّر أن انحسار مياه البحر المتوسط قرب شاطئ مدينة عكا نحو 200 م هو ظاهرة (مد وجزر) طبيعية تحدث مرتين أو أكثر شهريًا وليس لها علاقة بالهزة الأرضية التي ضربت جنوب تركيا بدرجة 6.4 على مقياس ريختر، ولا تّنذر بحدوث تسونامي"، وفق تقرير فلسطيني نشرته "الجرمق".
وفي سياق متصل، اهتم تقرير فرنسي بهذه الظاهرة بسواحل المتوسّط ولاحظ خبير فرنسي متخصص في علوم البحار ان الظاهرة تحدث كل سنة لكن هذه المرة كانت بشكل أكبر.
وأوضح الخبير البيئي التونسي حمدي حشاد، في تدوينة له تفاصيل هذه الظاهرة، معلّقا على الصور المنتشرة حول تراجع مياه البحر في رأس جبل وقرقنة بتونس و طرابلس في ليبيا و الساحل الشمالي لسيناء في مصر و سواحل لبنان....
وأضاف حشّاد أن هذه "الظاهرة هذه سببت جملة من المخاوف نظراً لحدوثها مباشرةً بعد زلزال تركيا و سوريا و ذهبت التفسيرات لإمكانية حدوث موجات مد جزري "
وقال الخبير حمدي حشاد مفسّرا الظاهرة "منذ بداية شهر فيفري و منذ فترة و نحن تحت تأثير Block Anticyclones ، كان الضغط الجوي مرتفعًا بشكل غير طبيعي مع معدلات أعلى من 1036Hpa بينما يكون المتوسط في العادة في مستوى 1015Hpa. ونتيجة لذلك فإن الضغط العالي يؤثر على البحر ويخفض وينقص من مستواه. نفس الطريقة التي يؤدي بها الضغط المنخفض جدًا إلى رفع مستواه ويمكن أن يتسبب في فيضانه كما إلي صار من مدة في قرقنة هذه المرة ، فإن الضغط المرتفع والطقس الهادئ هما مصدر هذا الانخفاض المذهل."
وأوضح أنه "غالبًا ما يرتبط هذا بتوسع وانكماش المياه السطحية اعتمادًا على درجة حرارتها. هذا يعني أن مستواه أقل بين جانفي ومارس وغالبًا ما يكون أعلى في الخريف."
وللإشارة فقد تزامنت هذه الظاهرة مع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا منذ 6 فيفري/فبراير 2023 قبل أن تهتز اراضي هذه المنطقة مجددا يوم أمس اثر زالزل جديد بقوة 6.3 درجات على سلم رشتر فيما لم يحسم المتخصصون بعدُ بخصوص توقعاتهم حول مدى تأثير هذا الزلزال وارتداداته على حوض البحر الابيض المتوسط. ولم يصدر أي بيان توضيجي من معاهد أو جهات رسمية مختصّة.