قال مسؤول فى الشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، إن مصنع الإسالة الذى تديره الشركة في مدينة ادكو (شمال شرق القاهرة) لم يصدر سوى 5 شحنات من بين 50 شحنة كان من المقرر تصديرها في 2014، وذلك مقارنة بـ 36 شحنة في عام 2013، بانخفاض قدره 86 %.
ويوجد بمصر 3 مصانع لإسالة الغاز الطبيعي، أحدها مصنع إدكو ويضم وحدتين للإسالة، والآخر في دمياط (شمال) وتابع لشركة يونيون فينوسا الإسبانية الإيطالية ويضم وحدة واحدة فقط.
وأضاف المسؤول الذى فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول اليوم الثلاثاء أن تقليص كميات الغاز الطبيعى المخصصة للمصنع على مدار 2014 ساهم في انخفاض عدد الشحنات المصدرة، مشيرا إلى أن محطات الكهرباء استحوذت بشكل كبير على كميات الغاز المقررة للمصنع.
والشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال هي إحدى شركات قطاع البترول المصري، والتي تأسست باستثمارات أجنبية تصل إلى 2 مليار دولار، ويساهم في رأسمالها الهيئة المصرية العامة للبترول بنسبة 12% والمصرية القابضة للغازات الطبيعية بنسبة 12%، وكل من بى جى بنسبة 35.5% وبتروناس الماليزية بنحو 35.5%، وغاز دى فرانس بنسبة 5 %.
ووحدة الإسالة التابعة لشركة يونيون فينوسا، متوقفة عن التصدير منذ عام 2012 مع توقف شركة إيجاس عن إمدادها بالغاز.
وتواجه مصر قضايا تحكيم دولية من قبل شركة يونيون فينوسا، التي تملك وحدة لتسييل الغاز في دمياط على ساحل البحر المتوسط، وشركات بى جى البريطانية وبتروناس الماليزية وغاز دى فرانس، المالكين لوحدتين تسييل غاز في مدينة ادكو على ساحل البحر المتوسط، بسبب النقص الحاد في كميات الغاز المتعاقد عليها لتسييلها وتصديرها، حيث توجه أغلب الكميات للسوق المحلى، مع نمو طلب محطات الكهرباء على الغاز.
وقال المسؤول إن حجم الغاز المسال المصدر بلغ نحو 780 ألف طن، بمتوسط 156 ألف طن للشحنة، حيث حصلت شركة "بى جى ماركتنج" على شحنة واحدة، فيما حصلت "غاز دى فرانس للتسويق" على 4 شحنات أخرى خلال 2014.
ورفض المسئول الادلاء بأي تفاصيل حول قيمة هذه الشحنات .
وتعد المصرية للغاز الطبيعي المشغل الأكبر العامل في مجال الغاز الطبيعي المسال في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتحتل المركز الثالث عشر عالميا بين مصدري الغاز الطبيعي المسال قبل التراجع الحاد في توريد الغاز للمصنع .
وكانت إيجاس تورد 600 مليون قدم مكعب للمصنع يوميا فى عامى 2011 و2012، قبل أن تتقلص الكميات المخصصة لتلبية احتياجات التصدير المتعاقد عليها مع المصنع.
وأضاف المسؤول المصري أن حجم شحنات الغاز المسال المصدرة للشركة في عام 2011 بلغت 50 شحنة، ثم تراجعت فى السنوات الماضية مع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعى في مصر، وانخفاض الانتاج المحلى في مناطق امتياز رشيد والبرلس(شمال) والتى تمد المصنع بكميات الغاز الذى يتم تسييله.
وتبلغ طاقات وحدات الإسالة العاملة في مصر، نحو 12 مليون طن سنويا من الغاز المسال، لكنها لا تحصل سوى على 15% من احتياجاتها السنوية من الغاز الطبيعى حاليا.
وتبلغ كميات الغاز التي يجرى ضخها يوميا لصالح محطة الإسالة في ادكو نحو 100 مليون قدم مكعب غاز يوميا من بين 650 مليون قدم منصوص عليها في الاتفاق الموقع بين مصر والشركة البريطانية في عام 2000، بسبب الحصول على أغلب كميات الغاز المخصصة للمحطة، وتخصيصها للاستهلاك المحلي.
وتمثل مصر ما يقرب من خمس (1/5) إنتاج المجموعة البريطانية، ومشروع إسالة الغاز الطبيعي في إدكو يتكون من وحدتين (مصنعين) لإسالة الغاز الطبيعي طاقة كل منهما 3.6 مليون طن (5 مليار متر مكعب) سنويا.
وقال المسؤول:" في حال استمرار هذا التراجع فى شحنات الغاز المصدرة فإن الوضع المالي للمصنع سوف يتأثر، فنحن في حاجة لنحو 40 مليون دولار سنويا تمثل الحد الأدنى لتغطية تكلفة التشغيل والرواتب والصيانة وغيره".
ولفت المسئول إلى أن مساهمي الشركة توصلوا إلى اتفاق لتغطية التكاليف مع انخفاض ايرادات مصنع الإسالة.
وتعانى مصر من نقص في كميات الغاز الموجهة للسوق المحلى مع تنامى الطلب، وتراجع إنتاج الغاز الطبيعي إلى 4.8 مليار قدم مكعب مقابل 6 مليارات قدم بنهاية 2012.
ونقلت تقارير صحفية، صادرة في نهاية أغسطس/ آب الماضي، عن المديرين التنفيذيين لشركتي نوبل وديليك العاملتين في مجال تطوير حقول الغاز في اسرائيل، قولهم إنهم يتوقعون إبرام الاتفاق مع شركات بترول تعمل في مصر بنهاية 2014.
وتخطط الشركتان، وفق التقارير، لتصدير نحو 6.25 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، من حقلي تمار وليفياثان الإسرائيليين، للتسييل في ميناء دمياط ومدينة إدكو (شمال مصر)، في صفقة تقدر بـ 60 مليار دولار على مدار 15 عاما.