تشهد حركة التواصل بين غرب وشرق ليبيا نسقاً متصاعداً ما يرفع منسوب الأمل بين أبناء الوطن الواحد، وأكد رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد الدبيبة أنه لن يمنح أية حقيبة وزارية لمن لا يستطيع مباشرة عمله من مختلف مناطق البلاد، حيث على وزير في حكومته أن يتجول في أنحاء ليبيا دون عراقيل أو قيود، وهو ما يعني ألا يكون متورطا في الصراعات الإيديولوجية والمناطقية أو متهما بالتحريض على القتال ودعم الإرهاب

وذكرت مصادر إعلامية أن وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فتحي باشاغا يستعد لزيارة المنطقة الشرقية خلال الأسبوع القادم، تنفيذا لما وعد به في التاسع من فبراير الجاري، عندما قال إنه سيتجه الى شرق البلاد، في إطار العمل على تكريس المصالحة الوطنية

ومن المنتظر أن يتجول باشاغا بين مدن بنغازي وطبرق والبيضاء، حاملا معه هدفين أساسيين: نقل رسالة منه شخصيا ومن مدينته مصراتة بضرورة طي صفحة الماضي والبدء في إجراءات المصالحة، والاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح خلال ديسمبر القادم.

ويشير المراقبون الى أن زحف قيادات طرابلس والمنطقة الغربية على المنطقة الشرقية يمثل إشارة واضحة على السعي الحثيث نحو المصالحة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي لليبيا الموحدة بعد سنوات الحرب والدمار، كما يقطع نهائيا مع مخاوف التقسيم التي ألقت بظلالها على البلاد لمدة طويلة.

وفي بادرة هي الأولى من نوعها منذ سبع سنوات، زار أحمد معيتيق النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي المنتهية ولايته، والقائم بمهام رئيس المجلس فائز السراج، الموجود حاليا خارج البلاد، بزيارة الى المنطقة الشرقية يوم السبت، مرفقا بوزير المالية فرج بومطاري، وذلك في إطار استكمال التوافقات التي اقرت سابقاً بمدينة البريقة في شأن إعداد تصور لميزانية عامة موحدة، واعتماد نتائج اعمال اللجنة المالية الموحدة ووضع آليات تنفيذها.

وخلال لقائه برئيس البرلمان عقيلة صالح، أكد معيتيق استمرار العمل على توحيد مؤسسات الدولة إلى حين استلام السلطة التنفيذية الجديدة مهامها، وشدد على أهمية اعتماد مجلس النواب للميزانية الموحدة للدولة للعام 2021 ميلادية، فيما أشار صالح الى أن اعتماد الميزانية العامة للدولة اختصاص أصيل لمجلس النواب الذي يُصدر قانون الميزانية العامة للدولة عقب اقرارها من المجلس لتنال بذلك الشرعية القانونية للعمل بها.

وقاد معيتيق مفاوضات سرية مع قيادة الجيش أدت الى إعادة تدفق النفط الليبي الى الأسواق العالمية منذ أوائل سبتمبر الماضي.

وكان رئيس الحكومة الجديدة، عبد الحميد الدبيبة، زار الجمعة الماضي، مدينة طبرق، حيث حظي باستقبال حافل من قيادة الجيش الوطني، والفعاليات الشعبية والاجتماعية، وكان له لقاء مع رئيس البرلمان وعدد من الأعضاء، في خطوة تمهيدية لعقد جلسة منح الثقة للحكومة في مدينة سرت السبت القادم.

وأعلن الدبيبة، أنه سيعود لزيارة مدن المنطقة الشرقية بعد نيل حكومته ثقة البرلمان، كما سيزور مدن الجنوب التي قال إن ظروفها أصعب بكثير من المنطقتين الشرقية والغربية.

وفي الأثناء، أبرز رئيس المجلس الرئاسي الجديد، محمد المنفي، الذي سبق له أن قام بجولة في شرق البلاد، إن فتح الطريق الساحلي سرت – مصراتة سيكون من أولويات الحكومة القادمة.

وأضاف أن فتح هذا الطريق سيساهم في الدفع بالعملية السياسية ودعم جهود اللجنة العسكرية 5+5، وسط تصاعد الآمال بقرب توحيد المؤسسات والبلاد، بعد سنوات من القتال والصراع على السلطة، مشددا على أن هذا الطريق الذي يربط شرق ليبيا بغربها سيفتح قريبا، وذلك تمهيدا لإزالة أحد أهم العقبات أمام طريق الدبلوماسية والمصالحة.

كما عضو المجلس الرئاسي عن المنطقة الغربية عبد الله اللافي فتح المجلس لباب التواصل مع المدن الليبية والوصول الى كافة المناطق وإيصال رسالة السلام داعيا الى أهمية المصالحة الاجتماعية بين الليبيين كافة ولم الشمل.

وفي الأول من فبراير الجاري، أعلن مطار مصراتة الدولى، استئناف رحلاته الجوية بين مصراتة وبنغازي بعد 5 سنوات من التوقف.

ويرى المراقبون أن انتقال مسؤولي المنطقة الغربية الى شرق البلاد، لا يشكّل أية مخاوف على سلامتهم، نظرا لاستتباب الأمن والاستقرار تحت سلطة الجيش والأمن، عكس الوضع في المنطقة الغربية الذي لا تزال فيه تشكيلات مسلحة، مسيطرة على الوضع.