استيقظ بركان "سترومبولي" في جزيرة صقلية الإيطالية مطلقا سحابة من الرماد ونهرا من الحمم البركانية تجاه الساحل الشمالي للجزيرة.
ثوران البركان أثار الذعر في صفوف السياح المتواجدين في الجزيرة الأمر الذي دفعهم للهرب.
يذكر بأن الجزيرة تحظى بهذا الوقت من العام بتوافد السياح بأعداد كبيرة للتمتع بطبيعة المنطقة وللقيام بجولات سياحية في محيط البركان الذي يعتبر أحد أنشط براكين العالم.
يقع البركان في جزيرة سترومبولي الصغيرة في البحر التيراني قبالة الساحل الشمالي لصقلية، ويبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي 500 شخص، وهي وجهة شعبية لقضاء العطلات الأغنياء والمشاهير والبريطانيين بحسب جريدة الفجر.
جزيرة سترومبولي هي أحد الجزر الأيولية المشهورة حول العالم، و التي تشتهر خاصة بسبب انفجارات بركانها الليلية الساطعة المذهلة، و التي كانت و ما زالت تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، و يحمل بركان سترومبولي اسم "منارة البحر الأبيض المتوسط".
و تعتبر جزيرة سترومبولي ليست فقط مزارا سياحيا بسبب البركان والذي اطلق عليه بركان سترومبولي، بل إن الجزيرة ايضا تتمتع بالعديد من الشواطئ الجميلة، و المباني المعمارية الرائعة و كذلك المناظر الطبيعية الساحرة، و تقدر مساحة الجزيرة بحوالي 2 كيلو متر مربع، و ترتفع عن مستوى البحر بحوالي 900 متر تقريبا.
طبقا للمصادر التاريخية فإن بركان سترومبولي كان دائما نشطا، و ذلك يجعله بركان فريد من نوعه بين البراكين في جميع انحاء العالم، و معظم نشاط هذا البركان يتلخص في تصاعد الحمم البركانية الصغيرة لفترة قصيرة من الوقت، و لمسافة 100 – 20 متر تقريبا فوق سطح فوهة البركان، و لكن ذلك لا يمنع انه في بعض الاحيان تحدث انفجارات اكبر في الحجم و تستمر لوقت اطول.
اعنف هذه الانفجارات على الاطلاق هي تلك التي حدثت في القرن الماضي، و ذلك في اعوام 1919م و 1930م و أيضا حدث انفجار كبير اخر في الخامس من أبريل عام 2003م، و كانت هذه الانفجارات البركانية عنيفة بالشكل الكافي لتسبب في حدوث خسائر بشرية، و تدمير ممتلكات في نطاق من الارض المأهولة حول البركان.
في انفجار عام 1919م قتل حوالي اربعة اشخاص و تم تدمير حوالي اثني عشر منزلا، و في عام 1930م توفي اربعة اشخاص ايضا، و في انفجار اخر حدث عام 1986م قتل أحد العلماء البيولوجيون بالقرب من فوهة البركان.
و بعيدا عن الانفجارات البركانية فإن الحمم أيضا تخرج من فوهة البركان على فترات متقطعة تتراوح بين عدة أعوام إلى عدة عقود، و منها ذلك الذي حدث في الثامن و العشرين من ديسمبر عام 2002م و الذي انتهي في يوليو عام 2003م.
الامر الممتع في بركان سترومبولي أنه يمكن للزوار و السائحين القادمين من كل مكان في العالم أن يروا الحمم البركانية الحية امامهم، و يمكنك أن تقف على بعد 150 أو 250 مترا فقط من فوهة البركان النشطة، و من الجدير بالذكر أن الأمر آمن تماما، و ذلك بالطبع على الرغم من وجود خطر حدوث انفجار مفاجئ في أية لحظة، و الذي يحدث بشكل غير متكرر بضع مرات في السنة، و لكن بالنسبة للارقام و الاحصائيات فخطر الاصابة بسبب احد الانفجارات اقل بكثير من نسبة التعرض للكثير من المخاطر اليومية، و يعتبر العدد الاجمالي لمثل هذه الحوادث عند فوهة البركان قليل جدا بالمقارنة بعدد الزوار الذين قاموا بمشاهدة الحمم عن قرب.