مجددا يعود اسم برنار هنري ليفي،للظهور في الساحة الليبية التي تشهد تصاعدا خطيرا في الأحداث في ظل تحشيدات كبيرة تحضيرا لمعركة سرت التي تدفع اليها المليشيات بتحريض ودعم من تركيا الساعية للسيطرة على الحقول النفطية ونهب ثروات البلد الممزق بالانقسامات والحروب منذ العدوان الغربي في العام 2011،الذي تسبب في سقوط النظام وتحويل البلاد الى مستنقع للفوضى.
"شيطان الفوضى"،"فيلسوف الدم"،"عراب الخراب"،وغيرها من المسميات التي أطلقت على المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي،الذي عرفته ساحات البوسنة وكوسوفو وجبال أفغانستان، وساحات العراق، ومناطق الانفصال في كردستان والسودان ودارفور، وليبيا ومصر وسوريا،فهو الرجل الذي لا يحمل سوى الخراب والتقسيم أينما حل.
ليفي المتخصص في اذكاء الحروب والصراعات،عاد اسمه للتداول في ليبيا حيث أكدت تقارير إعلامية وصوله إلى مصراتة صباح اليوم، في زيارة لم تعلن عنها حكومة الوفاق مسبقا، لكن مصادر إعلامية أكدت أن الزيارة جرت بترتيب مع وزارة داخلية الوفاق، ووفق جدول متداول على صفحات التواصل الاجتماعي الليبية، فإن زيارة ليفي ستشمل إلى جانب مصراتة، الخمس وترهونة، يلتقي خلالها شخصيات سياسية وعسكرية من مدينة مصراتة، ويطلع على المقابر الجماعية في ترهونة، ثم يقوم بجولة في مدينة لبدة الأثرية.
 وسبق أن أكدت وسائل اعلام عربية خبر زيارة ليفي الى ليبيا حيث نشرت مجلة "الكوريرا الجزائرية"، الناطقة بالفرنسية في عددها الصادر يوم 16 يوليو 2020، كاركاتير يظهر برنارد هنري ليفي بصورة شيطان "مصاص دماء" وعنونت الصورة بعبارة تقول "القاتل يعود لمسرح الجريمة! برنارد ليفي يستعد للعودة إلى مصراتة في ليبيا.
وأرفقت الصحيفة الكاركاتير بتقرير مطول يتحدث عن برنارد هنري ليفي المتشدد لإسرائيل والصهيونية وهو يتظاهر بالدفاع عن قضايا الديمقراطية والحرية المفقودة.وكشفت الصحيفة عن دور تحريضي جديد يلعبه هنري ليفي في ليبيا مرة أخرى ، بعد أن أغرقها في الوحل منذ فبراير العام 2011
ففي الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية لجمع الليبيين حول طاولة الحوار و السعي المصالحة بين الجميع الاطراف الليبية و جميع المكونات الليبية وفق الكوريرا، يظهر ليفي مجددا في مصراتة الليبية.وتساءلت الصحفية هل سيكون له دور جديد في إعادة الاقتتال بين الليبيين ؟ وهل علينا أن نقلق مع ظهور عدو الشعوب من جديد؟
التساؤلات أشارت اليها أيضا صحيفة الشروق الجزائرية،التي نشرت مؤخرا تقريرا تحت عنوان "برنار ليفي في مهمة دمويّة سريّة بليبيا!"، أكدت فيه أن "مهمة حربية سريّة"، ينفذها الصهيوني الفرنسي برنار ليفي، في زيارة إلى مدينة مصراتة، مشيرة إلى أن دوره بكل تأكيد لن يخرج عن تأجيج الاقتتال الداخلي بين الإخوة الفرقاء، فهي الحرفة الوحيدة التي يتقنها على مسرح الأحداث العربية والدولية.
وارتبط اسم برنار ليفي في السنوات الأخيرة بالأحداث في مصر وليبيا، وهو معروف بصلته مع أمراء داعش، وانحيازه لإسرائيل.وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في أبريل/نيسان 2011، إن برنار هنري ليفي كان العقل المدبر لتدخل حلف الناتو لضرب ليبيا من أجل إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وأشارت إلى أن ليفي كان ضابط اتصال بين "الثوار" من جهة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من جهة أخرى.
وقال تقرير صحيفة "الشروق" الجزائرية،إن ليفي المرتبط بخدمة الأجندة الإسرائيلية، كان قد أرّخ أواخر 2011 في كتابه "الحرب من دون أن نحبها.. يوميات كاتب في قلب الربيع العربي"، لحيثيات الصراع الليبي وكواليسه ومجرياته، بحكم أنه كان شاهد عيان، عايش فصوله وساهم في تغذيته بالرصاص والقذائف والدم، بعد ما ادّعى الانتصار لحرية الليبيين، مُخفيًا مهامه الحقيقية في التهيئة لمشروع تفكيك ليبيا وتقسيمها.
وأضافت الصحيفة، أنه في غضون المساعي الإقليمية والدولية التي تُبذل للوصول إلى تسوية دبلوماسية وسياسية للأزمة الليبية المتفاقمة، يظهر عرّاب الدم ليُطلّ برأس الفتنة، ما يثبت استمرار مخطط التعفين بالمنطقة كلها، فهو ليس في الواقع سوى "سفير غير معلن" لمشاريع دولية وإقليمية، لا يزال سعيُها حثيثا لتنفيذ أجندة تقسيم الوحدة الترابية لليبيا وتلغيم المنطقة لاستهداف باقي أركانها، وفي المقدمة منها قلعة الجزائر التي ظلت عصيّة عليها.
وربطت الصحيفة بين توقيت الزيارة السريّة لبرنار ليفي إلى مصراتة،واتفاق رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي أمانويل ماكرون، عبر مكالمة هاتفية،"على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين كفاعلين أساسيين في المنطقة، وإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات السائدة هناك"،مشيرة إلى أن ذلك يؤكد خطورة المهمة لهذا المجرم الحربي الذي يحمل لقب الفيلسوف المفكر.
ويأتي الحديث عن ظهور برنار ليفي في غرب ليبيا في وقت تتزايد فيه التوترات في البلاد على وقع التحشيد التركي عبر المليشيات وآلاف المرتزقة والارهابيين لاحتلال سرت والجفرة،فيما تستعد مصر للتدخل عسكريا لصد هذا العدوان وذلك بعد اعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا أن تدخّل بلاده عسكريا في ليبيا بات يحظى بـشرعية دولية، ودعا قواته للاستعداد للقيام بمهام محتملة في الخارج.
 

وتشير هذه التطورات إلى أن زيارة برنار ليفي لمدينة مصراتة في هذه الظروف، إنما جاء ليواصل مهمته الدموية التي اضطلع بها طيلة عقود من نشاطه على الساحة العربية والإسلامية والدولية، حيث صار يتنّقل فيها كما يشاء.خاصة وأن إسمه إرتبط بإشعال الصراعات في ليبيا وفي العدوان الغربي في العام 2011 الذي حول البلاد الى بؤرة للفوضى.
ففي يناير 2016،هاجم تقرير نشر على موقع قناة "روسيا اليوم" المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي، واصفاً الأخير بأنه "فيلسوف الدم" الذي يثيره "الدم القاني".وقال التقرير إن ليفي "لا يؤمن بأي شيء إنساني ويستغل بمهارة كل المشاعر الإنسانية" وأنه يؤجج "الرعب والخوف" ربما لأنه "يهيم بالموت ويثيره صوت انفجار القنابلأكد التقرير أن لـ"فيلسوف الدم" دورا أساسيا بإقناع السياسيين بالغارات التي تم شنها على ليبيا.وأشار إلى أنه إذا ظهر ليفي في مكان ما، فذلك يعني أن مسلخاً بشرياً سيبدأ عمله في الجوار وأن الدماء ستتدفق". وأنه "نذير" بالفتن الكبرى، على وصف التقرير.
في واقع ميزه الانفلات الأمني وغياب سلطة الدولة المركزية،عاشت ليبيا منذ العام 2011،وضعا صعبا على جميع الأصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.ولكن الأسوأ من ذلك كان سقوط البلاد ضحية للارهاب الذي استغل تلك الفوضى ليؤسس لنفسه موطئ قدم في البلاد لتتحول ليبيا في ظل تلك الضروف الى جحيم يعيشه أهلها وخطراً  يخشاه جيرانها.
وفي ظل سنوات الفوضى والدم التي مرت عليها منذ أحداث العام 2011،يرى مراقبون أن ليبيا كانت ضحية اكذوبة كبيرة لا تقل عن اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، والشعب الليبي هو الذي دفع ومازال يدفع الثمن من امنه واستقراره وثرواته النفطية الهائلة.وتسعى دول على غرار قطر وتركيا الى استمرار اشعال الصراعات في البلاد لنهب ثرواته ويؤكد متابعون للشأن الليبي أن زيارة ليفي مسعى جديد لاجهاض محاولات وقف التصعيد في ليبيا وانهاء الحروب فيها.