عيّنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للمرة الأولى وزيراً سيكون مختصاً في العمل على تخفيض معدل حالات الانتحار، في سياق خطة بقيمة أكبر من 2 مليون دولار لمساعدة من يعانون من مشاكل نفسية في البلاد.
ووصف تقرير نشره اليوم الأربعاء موقع "ذي اندبندنت" البريطاني، هذه الخطوة بأنها قد تكون الأولى في العالم أجمع، مع اختيار جاكي دويلي برايس كي تقود الجهود ضمن وزارة الصحة لإنهاء الوصمة التي تمنع الأشخاص من طلب المساعدة تجاه صحتهم العقلية.
وتعهدت ماي بمبلغ 1,8 مليون جنيه إسترليني (قرابة 2,4 مليون دولار أمريكي) لضمان أن يظل الخط الساخن للمساعدة في المشاكل النفسية قيد العمل ومجانياً طيلة الأعوام الأربعة المقبلة.
ويأتي هذا القرار وسط مخاوف تجاه "الفضيحة الوطنية" في معدلات الانتحار بين المراهقين التي ارتفعت بنسبة 67% بين عامي 2010 و 2017.
ويؤكد التقرير البريطاني أن هناك أكثر من 4500 حالة انتحار كل عام في بريطانيا، فيما لا يزال الانتحار السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً.
واعتبر "اندبندنت" أن رئيسة الوزراء ستطالب "بالتعادل الحقيقي" بين الصحة الجسدية والعقلية، حيث رسمت خططاً لإنشاء فرق عمل وزارية كي تنكب على خفض معدلات الانتحار ولدعم متطلبات المناطق خارج المدن الكبرى لوضع خطط مشابهة لمحاربة ووقف الانتحار.
وفي الإطار نفسه، أشارت وكالة "رويترز" اليوم الأربعاء إلى أن اضطرابات الصحة العقلية تشهد تزايداً في كل بلدان العالم ويمكن أن تكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 16 تريليون دولار بين عامي 2010 و2030 ما لم يتم التعامل مع الفشل الجماعي للتعامل معها.
ونقلت الوكالة عن تقرير "لانست كومشن" إن الأزمة المتزايدة قد تسبب ضرراً دائماً للأشخاص والمجتمعات والاقتصادات حول العالم، وأن بعض التكاليف ستكون تكاليف مباشرة للرعاية الصحية والأدوية، لكن معظم الخسائر ستكون غير مباشرة متمثلة في فقد الانتاجية والانفاق على الرفاه الاجتماعي والتعليم والقانون والنظام.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يوجد حوالي 300 مليون شخص في أنحاء العالم يعانون من الاكتئاب و50 مليون شخص يعانون من الخرف. ويقدر عدد المصابين بالفصام بحوالي 23 مليون شخص في حين يصيب الاضطراب الثنائي القطب 60 مليون شخص.