تنوي  ليبيا تقليص الدعم الباهظ التكلفة الذي يتمتع به مواطنوها عند شرائهم وقود السيارات الذي يتم تهريب معظمه إلى تونس لإعادة بيعه بأسعار أعلى وذلك بتطبيق نظام “البطاقات الذكية” كذلك النظام الذي بدأت مصر المجاورة خطوات لتنفيذه.

ويعاني اقتصاد ليبيا تحت وطأة نفقات الدعم لمواد تتراوح من البنزين إلى الخبز وتذاكر الطيران والتي تلتهم مع مرتبات موظفي الدولة أكثر من نصف عائدات الميزانية، وتحجم الحكومة المؤقتة عن خفض الدعم لإسكات المعارضة مع استمرارها في السعي لفرض سلطة الدولة في بلد تتفشى فيه الأسلحة.

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء أحمد الأمين يوم الخميس إنه مع تدني عائدات التصدير بسبب إغلاق حقول النفط ومرافئ تصديره الرئيسية منذ تسعة أشهر بسبب الاضطرابات السياسية والنزاعات المحلية فإن الحكومة ستقترح على المؤتمر الوطني العام تطبيق نظام البطاقات الذكية في شراء الوقود. .وحينما يتم تطبيق هذا النظام سيكون بمقدور المواطنين شراء كمية محدودة من الوقود المدعوم وسيضطرون إلى أن يدفعوا سعر السوق العادي لأي كمية إضافية، وجاء الدافع إلى اتخاذ هذا القرار من زيادة مفاجئة في استهلاك الوقود، فقد ارتفع استهلاك البنزين والديزل 15 % بين عامي 2012 و2013 وهو ما يفوق الزيادة المعتادة التي تتراوح بين 3 و7 %، وقال الأمين “الزيادة الإضافية ترجع إلى زيادة عمليات التهريب ولاسيما إلى تونس، زيادة عدد السيارات لا تبرر هذه الزيادة البالغة 15 %.”

وقال الأمين: إنه في المرحلة الأخيرة سيتم إصدار بطاقات للمواطنين عليها بياناتهم الشخصية ويتم معاينتها في محطات البنزين لرصد بيانات الاستهلاك، ونظرا لأن التهريب يبدأ حتى قبل وصول البنزين إلى محطات الوقود فإنه سيتم مراقبة الشاحنات التي تقوم بتزويد المحطات بالوقود، وقال الأمين: “سيتم أيضا تسجيل المحطات حتى يتم التأكد من أنها محطات حقيقية وليست وهمية،” وأضاف قوله: “هذه الطريقة لسحب البساط من تحت أقدامهم ومكافحة التهريب،” وحينما يتم تجميع بيانات كافية ستصبح البطاقات إلزامية ويتم في نهاية المطاف تقييد كمية البنزين، وقال الأمين: “على سبيل المثال سيكون 40-50 لترا في الأسبوع أو ربما 200 لتر في الشهر بسعر مدعوم وما يزيد على ذلك سيدفع بالسعر العادي الأعلى،” وأضافت الأمين دون أن يذكر تاريخا محددا للتطبيق أن طرابلس تريد أن تتأكد من أن المواطنين وحدهم سيستفيدون من هذا النظام وسيتعين على نحو 200 ألف أجنبي يعيشون في ليبيا دفع سعر أعلى في محطات الوقود