لم يمض أسبوع على واقعة تناقض بياني المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وحلف شمال الأطلسي، حول مضمون ما ورد في الاتصال الهاتفي بين الأمين العام لـ "الناتو" والسراج، حتى أعاد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي ما يستوجب وصفه بـ "التدليس" في بيانات صادرة من جهات تدعي الشرعية، ويتعامل معها المجتمع على هذا الأساس.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بحث، هاتفيا، اليوم الجمعة، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، مستجدات الأوضاع  في ليبيا، والجهود المبذولة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وحكومة الوفاق، في محاربة الإرهاب.


وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، أكد وزير الخارجية الأمريكي، خلال الاتصال، علي أنه "لا حل عسكري للأزمة الليبية، وأن الحل يكمن في العودة إلى المسار السياسي، وضرورة الالتزام بمخرجات مؤتمر برلين"، مشيرا إلى حرص بلاده على تحقيق الاستقرار في ليبيا وإنهاء معاناة شعبها، وأنها ستعمل على تحقيق ذلك.

من جانبه عبر السراج عن تقديره للموقف الأمريكي الداعم لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، قائلا: "إن حكومة الوفاق تخوض حرباً فُرضت عليها، وأنها تصد إعتداء أدى إلى نزوح مئات الآلاف وقتلى ودمار البُنى التحتية، والمناطق السكنية، وفق البيان.

على الجانب الآخر، قال بيان منسوب للمتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، إنه تم اتصال هاتفي بين وزير الخارجية مايك بومبيو، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.


وأشار البيان، إلى أن وزير الخارجية مايكل بومبيو قد أكد،  لـ"السراج" معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لاستمرار مستوى تدفق الأسلحة والذخائر التي يتم نقلها إلى البلاد. 

وأكّد الجانبان على أهمية الوقف الفوري للقتال والعودة إلى الحوار السياسي.

أسقط إعلام الرئاسي والوفاق عن عمد من البيان التحذيرات وإبداء  بومبيو معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لاستمرار مستوى تدفق الأسلحة والذخائر التي يتم نقلها إلى ليبيا، في إشارة التي تصل من تركيا إلى طرابلس ومصراته، جاء ذلك تزامنا مع تحذيرات البعثة الأممية من استهداف المدنيين في مدينة ترهونة.

وكان قد أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، السبت 16 مايو 2020، مباحثات هاتفية مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، بناء على طلب الأخير، حول رؤية الحلف لحل الأزمة الليبية، ومدى استعداده لمساعدة ليبيا في بناء مؤسساتها الدفاعية والأمنية.

المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، وحكومة الوفاق، اختلقا من وحي الخيال، وتقولا على ستولتنبرغ، مالم يقله، ففي حين ذكرا أنه قد أعرب عن قلق الحلف من تواجد مرتزقة روس من شركة "فاغنر" في صفوف الجيش الوطني الليبي، لم يُشر بيان الناتو، المنشور عبر موقع الحلف الرسمي، من قريب أو بعيد لمثل هذه الادعاءات.


ليس هذا فحسب، فقد ذكر بيان الوفاق أن ستولتنبرغ أكد على "ضرورة تطبيق حظر وصول السلاح برا وبحرا وجوا، وعدم الاكتفاء بتطبيقه بحرا فقط، وخلا بيان الناتو تماما من مثل هذه الكلام.

الثالثة، نقل بيان الرئاسي على لسان "ستولتنبرغ" تأكيده أن الحلف يعتبر حكومة الوفاق هي الشرعية ولا يتعامل مع غيرها، لكن وفقا لبيان الناتو لم يرد ذكر لهذا الأمر، ولا حتى تعريضا بالحديث.

ليس ما تقدم كل شيء، فمن يُطالع البيانين يستطيع أن يرصد كما كبيرا من التناقض والاختلاف بين مضمونيهما.

نصي بياني الناتو والوفاق

 وجاء في بيان الناتو: "أعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير للعنف في ليبيا وشدد على عدم وجود حل عسكري للوضع في البلاد. لقد حددت نتائج مؤتمر برلين في يناير 2020 وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2510 طريقة سياسية واضحة للمضي قدما.

وأكد ستولتنبرغ أن الناتو يدعم بالكامل عمل الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة وحث جميع الأطراف في ليبيا وأعضاء المجتمع الدولي على دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة. كان من المهم أن تحترم جميع الأطراف حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وحول دعم الناتو المحتمل لليبيا ، قال الأمين العام إن الناتو مازال مستعدًا لمساعدة ليبيا في بناء مؤسساتها الدفاعية والأمنية ، على النحو الذي أعاد رؤساء دول وحكومات الناتو في عام 2018 واستجابة لطلب حكومة الوفاق. إن مساعدة الناتو لليبيا ستأخذ بعين الاعتبار السياسة والأمن"

فيما صدر بيان الرئاسي كما يلي: "تم عشية اليوم السبت اتصال هاتفي بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، وأمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ، تناول مستجدات الوضع في ليبيا وآخر التطورات العسكرية والأمنية ، وخطورة الوضع الأمني في ليبيا بسبب العدوان على طرابلس وضواحيها، وتأثير ذلك على استقرار كامل المنطقة ، وما قد يسببه من تحفيز لبؤر الإرهاب والفوضى وانتشار السلاح.

وأكد الأمين العام أن الحلف يعتبر حكومة الوفاق هي الحكومة الشرعية ولا يتعامل مع غيرها، واعتبر أن استهداف المدنيين والبنى التحتية أمر غير مقبول، وأنه لا يوجد حلا عسكريا للأزمة الليبية، مؤكداً على ضرورة الالتزام بمخرجات برلين.

وأعرب ستولتنبرغ عن قلق الحلف من تواجد مرتزقة روس من فاغنر تحارب مع الطرف المعتدي، وأكد على ضرورة تطبيق حظر وصول السلاح براً وجواً وعدم الاكتفاء بتطبيقه بحراً فقط.

واتفق الجانبان على التنسيق والتعاون بين أجهزة الحلف والمؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا وفقا لما تم بحثه في لقاءات سابقة، وبما يساهم في دعم وبناء القدرات العسكرية والأمنية وتدريب الكوادر الليبية والرفع من امكانياتها، كما تم الاتفاق على تفعيل اللجان المشتركة بين الجانبين"