تدخل الحرب في أوكرانيا عامها الثاني وسط غياب أي مؤشرات تدل على أن الغزو الذي يكاد أن يغير وجه هذا البلد ومعه أوروبا، أو أن الوضع مقبل على حلحلة دبلوماسية وشيكة. فالهجوم المرتقب حدوثه هذا الربيع قادم لامحالة بحسب المعطيات والحشد العسكري الغربي متواصل عبر مد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة من الدبابات والصواريخ.
في آخر تطورات الحرب، رئيس مجموعة فاغنر يقول إن مقاتليه سيطروا على قرية شمالي باخموت بأوكرانيا
قال يفغيني بريغوزين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة إن مقاتليه سيطروا على قرية ياهيدني الواقعة مباشرة شمالي باخموت في شرق أوكرانيا.
وقال بريغوزين في المقطع " حققت وحدات العاصفة التابعة لشركة فاجنر العسكرية الخاصة السيطرة الكاملة على منطقة ياجودنوي (ياهيدني) شمالي باخموت".
وكان قد قال يوم الجمعة إن مقاتلي فاغنر سيطروا على بيرخيفكا، وهي قرية أخرى في ضواحي باخموت، وشهد الصراع المستمر منذ أشهر من أجل السيطرة على باخموت بعضا من أكثر المعارك دموية واستنزافا خلال الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل عام. وتكبدت وحدات فاغنر المؤلفة من مرتزقة خسائر فادحة، مما دفع بريغوزين للشكوى من أن مؤسسة الدفاع الروسية لم تقر بشكل كاف بمساهمات المجموعة.
حتى أنه اتهم الأسبوع الماضي كبار ضباط الجيش بالخيانة بسبب عدم تزويد رجاله بالذخيرة الكافية، لكنه قال لاحقا إن الوضع تمت معالجته.
في إطار آخر قدمت بريطانيا ثلاثة آلاف تذكرة للنازحين الأوكرانيين لحضور مسابقة يوروفيجن للأغنية الأوروبية بعدما عجزت أوكرانيا عن استضافة الحدث بسبب الغزو الروسي لأراضيها العام الماضي.
وأضافت الحكومة أيضا أنها ستقدم تمويلا بقيمة عشرة ملايين جنيه استرليني (12 مليون دولار) لاستضافة المسابقة في مايو نيابة عن أوكرانيا التي فازت بتنظيم المسابقة في 2022 وكان من المفترض أن تنظمها هذا العام.
وقالت وزيرة الثقافة البريطانية لوسي فريزر "إعلان اليوم يعني أن آلاف التذاكر ستُقدم إلى النازحين بسبب الحرب حتى يمكنهم المشاركة في الحفل تكريما لوطنهم، وثقافتهم وموسيقاهم، "كما عهدنا دائما، نقف مع الشعب الأوكراني ونضاله من أجل الحرية".
وستستضيف مدينة ليفربول الإنجليزية مسابقة يوروفيجن 2023 بعدما حلت بريطانيا في المركز الثاني لاستضافة الحدث، وستغطي هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الحدث الذي عادة ما يجذب ما يقرب من 200 مليون مشاهد عبر التلفزيون. وأقيم الحفل آخر مرة في بريطانيا عام 1998، وتأهلت أوكرانيا تلقائيا إلى المرحلة النهائية للمسابقة.
من جهته، أشار مدير مكتب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى إمكانية حدوث تأجيل آخر في تصديق بودابست على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، قائلا إن التصويت قد يتم فقط بدءا من النصف الثاني من مارس.
وتقدمت السويد وفنلندا العام الماضي بطلبين للانضمام إلى الحلف عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. لكن يتعين أن يؤيد جميع أعضائه الثلاثين الطلبين، وواجهت السويد اعتراضات من تركيا لإيوائها من تعتبرهم أنقرة أعضاء في جماعات إرهابية.
ومع تعطل عملية التصديق في البرلمان المجري منذ يوليو، عبر أوربان عن مخاوفه بشأن عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي لأول مرة. واتهم البلدين بنشر "محض أكاذيب" حول سلامة الديمقراطية وسيادة القانون في المجر، ضمن انتقادات أخرى.
وقال أوربان إن هناك حاجة لمزيد من المحادثات بين الكتل البرلمانية قبل أن يصوت النواب على طلبي العضوية اللذين ستبدأ مناقشتهما يوم الأربعاء.
وأظهر جدول أعمال تشريعي نُشر على الموقع الإلكتروني للبرلمان قبل أيام أن التصويت النهائي على الطلبين يمكن أن يتم في الأسبوع المقبل. ولكن، قال مساعد أوربان، جيرجي جوياش، إنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الوقت.وأضاف "سيضع البرلمان الأمر على جدول الأعمال يوم الاثنين ويبدأ مناقشة التشريع الأسبوع المقبل
و تعهد الاتحاد الأوروبي بزيادة الضغط على موسكو "حتى تحرير أوكرانيا" مع إقراره حزمة عاشرة من العقوبات على روسيا بعد يوم من الذكرى السنوية الأولى للغزو.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر تويتر "لدينا الآن العقوبات الأقصى على الإطلاق إذ تستنزف ترسانة روسيا الحربية وتنهش اقتصادها" مضيفة أن التكتل يزيد الضغط على أولئك الذين يحاولون الالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وحذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن التكتل سيواصل فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وقال في بيان "سنواصل زيادة الضغط على روسيا وسنفعل ذلك مهما طال الأمر حتى تتحرر أوكرانيا من العدوان الروسي الوحشي".
وأضاف بوريل أن العقوبات الأحدث تستهدف القطاع المصرفي وحصول موسكو على التكنولوجيا التي يمكن استخدامها للأغراض السلمية والعسكرية والتقنيات المتقدمة.
وتضيف الحزمة إلى قائمة الصادرات المحظورة المكونات الإلكترونية المستخدمة في أنظمة الأسلحة الروسية في ساحة المعركة بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ والطائرات الهليكوبتر وكذلك الدوائر الإلكترونية المتكاملة والكاميرات الحرارية.
كما تفرض قيودا أكثر صرامة على 96 كيانا آخر بسبب دعم الجيش والمجمع الصناعي الروسي بما في ذلك وللمرة الأولى سبع كيانات إيرانية تصنع طائرات عسكرية مسيرة تستخدمها موسكو.
وفُرضت قيود إضافية على واردات السلع التي تدر عائدات كبيرة لروسيا مثل الأسفلت والمطاط الصناعي.
قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إن عرقلة الصين لإصدار مجموعة العشرين بيانا يدين الحرب الروسية على أوكرانيا أمر "مؤسف"، وأضاف "لكن بالنسبة لي كان الأكثر أهمية هو التزام الآخرين بموقف واضح حيال القانون الدولي، والتعددية، ونهاية الحرب".