عندما تختلق الفتنة الضغرى ... تكثر الأكاذيب وعندما تنتشر هذه الظاهرة (الكذب).. فإن الأزمة مستمرة - وعندما تكون أزمة وثانية وثالثة يفاقم تصادم الأزمات.. حتى الآن الكل يعرف أن المتوفر بكثرة هي الفتنة والتي تولدها اختناقات تعرف بأسماء كثيرة... حدث.. أو أزمة.. وعندما نبحث عن مصادرها بكل العقول.. وبكل العواطف.. نجدها تأتي من الواقع... وهذا الواقع المجتمع تحت قبة البرلمان المؤقت.. هو تجمع منتخب.. لكن الأصعب في كل ذلك . إن الكتل التي انتخبت وأفرزت لنا جماعات صغيرة وهذه الجماعات أو الأفراد تم تفريخها في كتل أخرى .. وجميعها يتوالد من رحم الأزمة ورحم الثقة المفقودة. وهؤلاء ليسوا كلهم على ضلالة ومع ذلك فإنهم ليسوا على هدى والذي كان يجب أن يتدارك خلال الأشهر الماضية لم يتم. كيف نتفق على فك رموز هذه الأزمة والآراء والأفكار والحلول القادرة على تخطى عتبة الصراع المفتعل؟ والكتل الصغيرة أشعلت النار - والنار من مستصغر الشرر فكيف نطفىء هذا الحريق؟. رؤوساء الكتل أصبحوا زعماء وأصحاب الكيانات الكبيرة هم قادتهم.. مالذي يحدث في ليبيا الآن.؟!

هل الاتفاق تم نسجه بتدمير وتخريب ليبيا ..!كما نرى ونسمع من خلال الخلافات البارزة في المؤتمر...!الذي أحدث التفاقم للأزمة. إن الكتلة الكبيرة "أ" تنازع البقية باسم الوطن والشعب والديمقراطية والشفافية ..!

والكتلة "ب" تتخذ موقفا أخر بنفس الطريقة.. يتم سحب الوزراء .. ويتم سحب شعرة معاوية المتبقية لإيجاد حل.. والصراع في البرلمان.. حول منع بناء الجيش بأيّ شكل كان ليتحول بعد الصراع بين تشكيلات مسلحة يملكها هؤلاء وهؤلاء وتصبح حربا أهلية. لقد ولد هذا الصراع - من لحظة انتصار حولت ليبيا إلى وحدة ولحمة وطنية تماما مثل الأيام الأولى لـ 17 فبراير - بعد انتصار شباب  17 فبراير بحصولهم على كأس أفريقيا للمحليين، في لحظة لم تكن منتظرة وهي استثنائية وغير مسبوقة.

ثم أن يوم 17 العيد الثالث للانتصارعلى الأبواب ثم أن 17 فبراير هو انتهاء مدة المؤتمر . ثم أن أكثر من ثلاثين مبادرة مدروسة قدمت للمؤتمر من كل الشرائح وفئات المجتمع لإيجاد حل وفك رموز الأزمة. ثم أن خروج الناس جميعا في كل المدن وعلى كافة المستويات والأعمار يرفعون البطاقة الحمراء.

 *محمد العجيلي: