قال أبو بكر بعيرة، رئيس لجنة الحوار في مجلس النواب المعترف به دوليا، والمنعقد بمدينة طبرق، شرقي ليبيا، إن "الصراع حول شرعية المجلس يمكن أن يؤدي لفشل الحوار الليبي بالمغرب"، مضيفا أنه "لا يتوقع" الخروج بنتائج خلال جولة المفاوضات الحالية.

وفي تصريحات لوكالة "الأناضول"، أوضح بعيرة أن "المفاوضات (التي انطلقت اليوم) لن تناقش الشرعية التشريعية، لكنها تظل عقبة كبيرة في سبيل تقدم الحوار"، معتبرا أن "شرعية المؤتمر الوطني الليبي العام (المنعقد في طرابلس) مزيفة، وهو يفرض نفسه على المشهد السياسي بدون وجه حق".ودعا رئيس لجنة الحوار المؤتمر الوطني إلى "الانسحاب من المشهد السياسي؛ لأن رفضهم الانسحاب سيؤدي إلى فشل الحوار".

وقال أيضا: "هناك صعوبات وعراقيل كبيرة ستحول دون الوصول الى نتائج خلال الحوار الليبي المنعقد بالمغرب"، موضحا: "من وجهة نظري الشخصية هو أن الأمر لا يزال صعبا، ولا تزال هناك عراقيل كثيرة، ولا اعتقد أن نخرج بنتائج وشيء نهائي خلال هذه الجولة".
وعن هذه الصعوبات التي تكتنف عملية الحوار، أوضح بعيرة أنها "تتعلق بدرجة أولى بشرعية مجلس النواب، خصوصا أن البرلمان (بطبرق) تم انتخابه شرعيا، والطرف الأخر (المؤتمر الوطني) لا يزال يبرز نفسه على المشهد السياسي، على الرغم من أن مدته انتهت منذ مدة طويلة، وهذا الخلاف على الشرعية لا يزال يخلق مصاعب كبير".

وبخصوص التوافق على حكومة وحدة وطنية بغض النظر على السلطة التشريعية، قال إن "أول سؤال يطرح نفسه هو من يعطي هذه الحكومة الثقة، نحن نقول البرلمان (مجلس النواب بطبرق) وهم يقولون المؤتمر وهو ما يطرح صعوبات".وتابع أن "البرلمان منتخب بشكل شرعي، ولا يجب ألا ننازعه في هذه الصلاحية"، معتبرا أن "وفد البرلمان يتمسك بهذه الحقيقة التي توجد على أرض الواقع".فيما قال محمد علي شعيب، عضو لجنة الحوار الممثلة لمجلس النواب، لـ"الأناضول" إنه "يتوقع التوافق على الصيغة النهائية لوثيقتي الحكومة الوطنية والترتيبات الأمنية، وهو ما سيساهم في إيجاد حل للعديد من المشاكل".

وأبرز أن وفد البرلمان المنتخب بشكل شرعي "لديه اقتراحات حول عدد من النقاط خصوصا في كيفية التعامل مع المجموعات المسلحة، وقضايا الاٍرهاب".وانطلق صباح اليوم الجمعة، الحوار الليبي المنعقد بمدينة الصخيرات المغربية، بعد تأجيله مرتين، الأولى بناء على طلب مجلس النواب لاعطاء وقت للتشاور، والثانية بعد أن أدى قصف لمطار ميعتيقة بطرابلس، إلى تأجيل وصول وفد المؤتمر الوطني للمغرب.وجمع اللقاء الأول المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، ووفد البرلمان المنتخب، حسب مراسل الأناضول.

ومن المتوقع أن يجتمع ليون في وقت لاحق اليوم مع وفد المؤتمر الوطني العام النتهية ولايته، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني.وستسمر المفاوضات ٣ أيام، مع إمكانية تمديدها للأسبوع المقبل في حالة التوافق على الوثائق المقترحة حول حكومة وحدة، والترتيبات الأمنية، وتعزيز بناء الثقة.وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة العترف بها دوليا التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب ومقره في طبرق، والحكومة الموازية والتي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس.