نشر رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الكاتب محمد بعيو تدوينة بعنوان "أيّـها الـليبيون أيّـها الـليبيون أيّـها الـليبيون.. إلى متى تُساقون إلى الموت وأنتم تنظرون" سلط فيها الضوء على بيان الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد الرافض لما أورده رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي خلال ترؤسه لاجتماع اللجنة المالية العليا.

وقال بعيو في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "اطلّعت اليوم مثلما اطلع الجميع، على بيان الحكومة الليبية الرافض لأكاذيب ومزاعم الدكتور محمد المنفي، رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي منتهي الولاية منتحل الصفة، أثناء ترؤسه لاجتماع ما يسمى اللجنة المالية العليا، ورغم أنني قريب نظرياً من الحكومة الليبية بحكم رئاستي للمؤسسة الليبية للإعلام، إلاّ أنني عملياً بعيد جداً عن أجواء عملها وبياناتها، ذلك أنني كنت ولا زلت ضد التعامل فوق الطاولة أو تحت الطاولة مع الغدارين الكذابين الثلاث الصديق الكبير وعبدالحميد الدبيبة ومحمد المنفي، وهو موقف يعلمه الدكتور أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية ويعلمه آخرون، عدا كونه موقفي المعلن الذي كررته مرة أخرى لقاء حوار قناة المسار معي يوم السبت الماضي".

وأضاف بعيو "أسأل الحكومة الليبية على الملأ وأمام الرأي العام:- ألستم أنتم من استقبل رسمياً الدكتور محمد المنفي في بنغازي قبل ثلاثة شهور. وتجولتم به في مشاريع إعمار بنغازي، واحضنتم اجتماع لجنته الوهمية المالية العليا، وأحضرتموه إلى القائد العام للجيش الليبي ليتعشى معه باعتباره ضيفاً وليس باعتباره قائداً أعلى، وهي صفة أعرف أن المشير خليفة حفتر لا يعترف بها، وموقف القيادة العامة معروف منذ سنوات، وهو أن القائد الأعلى للجيش الليبي يجب أن يكون رئيساً منتخباً من الشعب الليبي، ثم إن الحكومات تحكم وتصدر وتنفذ القوانين والقرارات ولا تكتفي بإصدار البيانات".

وأردف بعيو "أعرف أن السيد أسامة حماد لم يعترف باللجنة المالية العليا، وليس للحكومة فيها ممثلين، وهو تعامل معها مضطراً بعدما أُضطر للتخلي عن المسار القانوني الذي تمكن فيه من فرض الحراسة على أموال المصرف المركزي وإيرادات النفط، بموجب حكم قضائي واجب التنفيذ، لكن مجلس النواب ممثل فيها من خلال عضوين سماهما رئيس المجلس هما السيد مرعي البرعصي نائب محافظ مصرف ليبيا المركزي، والدكتور فاخر بوفرنة، وكذلك هناك عضوين محسوبين على خط القيادة العامة، هما السيدين حاتم العريبي وأحمد المرتضى، وقد شارك هؤلاء في كل الإجتماع السابقة للجنة المنفي المالية ماعدا الإجتماعين الأخيرين".

وتابع بعيو "إلى متى يستمر تيار السيادة الوطنية الذي تمثله القيادة العامة ومجلس النواب والحكومة الليبية، في إضاعة الوقت وإهدار الفرض والجري وراء السراب، والارتماء في أحضان أوهام التفاهم والإتفاق مع القراصنة المسيطرين على العاصمة، والذين لولا موارد النفط القادمة إليهم من تحت رمال برقة وفزان لن يجدوا مالاً به يسيطرون، وله يبددون، ومنه يصرفون ويسرقون، وعلى عصاباتهم يُنفقون، وللولاءات بالرشاوى يشترون، ولعوراتهم القبيحة يسترون، وعلى الليبيين المساكين به يتسلطون ويَمنُّون".

وقال بعيو "قبل يومين دفع الصديق الكبير للدبيبات ما يقرب من مليار دينار، وزعوها خلال ساعات على المجموعات المسلحة المؤيدة لهم {بعد خصم عمولتهم بالطبع والتي لا تقل عن رُبع المبلغ}، بينما لم تصل إلى درنة ومدن الجبل الأخضر المنكوبة أية أموال، ثم يأتي هذا المتشدق المنفي ليقول في اجتماع لجنته الوهمية العليا أمس [إن لحنته نجحت في إنتاج أول آلية وطنية لإدارة أموال الدولة الليبية وترشيد الإنفاق الحكومي..ألا لعنة الله على الكاذبين".

وأضاف بعيو "لقد بُح صوتي وأنا أتحدث علناً وسراً عن ضرورة إيقاف عبث التعامل مع الدبيبات والكبير والمنفي، لكن أحداً من المتعاملين معهم هنا في بنغازي لم يأبه ولم يستجب، وربما كانت لهم مبرراتهم وظروفهم والضرورات الواقعية التي تبيح المحظورات الوطنية، واليوم أتوجه بالخطاب إلى أهلي في كل ليبيا لأقول لهم / إنكم وحدكم قادرون إذا أردتم وتحركتم على تغيير هذه الأوضاع البائسة، التي ستزيد في تأزيم حياتكم وإرهاق معيشتكم وإفقاركم وإفلاس بلادكم، فها هو سعر الدولار يرتفع بسرعة وقيمة الدينار تنخفض، والتضخم يتزايد والأسعار تلتهب والسلع المغشوشة والأدوية الفاسدة تنتشر والمداخيل تتآكل، بينما يستولي قرصان المصرف المركزي على أكثر من 80 مليار دولار عدا أطنان الذهب، احتياطياتكم يضعها في بنوك تركيا التي يفتخر بالإنتماء إليها والولاء التام لرئيسها أردوغان"..

وختم بعيو بالقول "إنهضوا استيقظوا قبل فوات الأوان، وقبل أن يجتاحكم طوفان الخيانات والمؤامرات، وأنتم نائمون وفي سلبيتكم غارقون، وفي صمتكم سادرون، فتموتون قبل الموت مرتين، مرةً صامتين غافلين ومرةً مُرغمين مُجبرين".