وجه الكاتب الصحفي محمد بعيو رسالة إلى قائد الجيش الليبي خليفة حفتر قال فيها إن فك الارتباط مع طرابلس قد يعني تقسيم ليبيا.
وقال بعيو في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "يا سيادة المشير..فك الإرتباط قد يعني التقسيم" إن "الدولة الإتحادية هي الحل الوحيد للمأساة الليبية".
وأضاف بعيو "كنت ولا أزال وسأبقى، وعن وعي وفهم وقناعة ومعرفة، متمسكاً بما أراه خياراً وحيداً وأخيراً لبقاء الكيان الليبي، وبناء الدولة الليبية، وهو الشكل الإتحادي أو الدولة الإتحادية، المكونة من الأقاليم التاريخية التأسيسية الثلاث بـرقـة وطـرابـلـس وفـزان، ومستعد لأي نقاش أو جدال أو حوار مع من يرغب في ذلك من المخالفين أو المعارضين أو المترددين".
وتابع بعيو "لي رأي أكتبه وأقوله منذ 2011، وتحديداً منذ أن وضعت الأمم المتحدة من خلال مجلس العدوان والطغيان المسمى زوراً مجلس الأمن الدولي، يدها على بلادنا لــيـبـيــا، فسرقت الإنتفاضة الشعبية، ودمرت الدولة الليبية، وأعدمت السيادة الوطنية، ومزقت الكيان الليبي، وأشعلت وأججت الحرب الأهلية، وحولت الليبيين من شعبٍ يعيش في الأقل سوءً ويسعى إلى الأفضل، إلى شتات شعبٍ يعيش في الأسوأ، ويقبع في الأسفل، وحولت لــيـبـيــا من بلد متماسك البنيان محروس الحدود مستقر الوجود، إلى ساحة تنازع وتصارع بين اللاعبين الدوليين والإقليميين، من أقواهم أميركا إلى أضعفهم مشيخات خليج العرب".
وأشار بعيو إلى أن السنوات الأحد عشر أثبتت صدق رأيه "وهذا الرأي يقول/ إن المدخل الوحيد لخروج لــيـبـيــا من كارثتها، ليس ما يفعله ما يسمى المجتمع الدولي، من فرض مشاريع فاشلة وفاسدة لتقاسم السلطة بين المتصارعين المحليين، الوكلاء العملاء للأجندات الخارجية، تحت أكذوبة التوافق، ولا الإنتخابات التي تنتج شرعيات ضعيفة هشة، فاقدة لفاعلية القوة ومشروعية الإنجاز، في ظل انعدام وجود الدولة الوطنية، التي من أُولى وظائف سلطتها بعد تمثيل السيادة، احتكار العنف بالسيطرة على السلاح وفرض القانون، بالقوة الواضحة لا بالتوافقات والتنارلات الفاضحة، ولهذا فإن الحل ليس توزع غنائم السلطة على بضعة أفراد، وتحويل الشعب كله إلى غارم وغنيمة للأقوياء المتجبرين، وخلق ما يسمى سلطة الأمر الواقع الفاسدة المفسدة، بل إن الحل يبدأ من تحديد شكل الدولة ووضع أسسها والاتفاق عليها، وصياغة ذلك الاتفاق النهائي في صيغة ميثاق اجتماعي وطني، قد يسبق صياغة وفرض الدستور الدائم".
وأضاف بعيو "لقد بدأت مساعي الحل في لــيـبـيــا بالمقلوب، أي من السلطة وليس من الدولة، وذلك الهرم المقلوب انقلب على عقبيه ولم يصمد ولن يصمد، وتكرار التجارب بعد ثبوت فشلها عملٌ لا يقوم به سوى متآمر أو مخبول، ولا يقبله سوى شعب فاقد الوعي أو فاقد الإرادة مغيب وذليل".
وتابع بعيو "أمس استمعت إلى ما قاله القائد العام المشير (خليفة حفتر) في إجدابيا، وتلميحه الصريح إلى فك الإرتباط مع عاصمة الدولة المركزية الفاشلة المنعدمة وجوداً وصلاحية، مدينة طرابلس الأسيرة الكسيرة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها ذلك، رغم وجود دعوات متعددة في برقة إلى هذا التوجه الخطير، الذي أعتبره بداية النهاية لوجود الكيان الليبي الموحد، الذي تأسس عبر التاريخ قروناً وأحقاباً وعناءً ودماء، وكتب شهادة ميلاده الشعب الليبي في إعلان الإستقلال يوم 24 ديسمبر 1951".
وأردف بعيو "لم يأت المشير حفتر بجديد حين قال إن العاصمة محتلة من الميليشيات، التي تسيطر على كل سلطة يتم انتخابها أو التوافق عليها منذ 2012 حتى اليوم وغداً، وسيستمر الحال على ما هو عليه إلى أمدٍ لا يعلمه إلا الله، ولن تنهي هذا الوضع البائس إلا إرادة الشعب الليبي كلّه، إذا انتفض وثار وقدم التضحيات، ليحرر عاصمته وأُم مدائنه ويحرر وطنه كله، وقد زاد هذا الوضع سوءً بفعل الإحتلال العسكري المخابراتي التركي الكامل والشامل للغرب الليبي، من زوارة والوطية غرباً حتى مصراتة شرقاً، وبوصول عائلة الدبيبات إلى السلطة في طريق السكة قبل أقل من عامين، ضمن صفقة جنيف البائسة التي أيدتها القيادة العامة في حينها، منحازةً ضد خيار الثنائي عقيلة صالح - فتحي باشاغا، قبل أن تكتشف الحقيقة المريرة والمؤامرة الخطيرة، ووجود مغتصب المصرف المركزي الصديق الكبير المسيطر وحده منذ 11 سنة على ثروات الليبيين وتدفقات مبيعات نفطهم، الذي ينبع من برقة وفزان ويتم تصديره من موانيء برقة الأربعة".
ولفت بعيو إلى أن "الحل ليس بترك طرابلس تواجه واقعها المأزوم، وترك ما تبقى من الدولة الليبية والشعب الليبي ليواجه مصيره المحتوم، بل إن الحل هو التمسك بوحدة الكيان الوطني الليبي، والتوجه الحاسم إلى بناء الدولة الليبية الإتحادية، وترك المفاوضات الماراثونية العبثية، والصفقات والمناورات والترتيبات السياسوية الإنتهازية غير السوية، وفرض الإرادة الوطنية على الخارج وعلى كل الدول من أميركا إلى الإتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا ومصر والإمارات وقطر والجزائر، والإصرار على التمسك بعزة النفس واحترام الوطن والشعب والكرامة الوطنية، والإنكفاء إلى الداخل الوطني، ومغادرة سراب العواصم وسراديب مخابرات العالم".
وقال بعيو "يا سيادة المشير خليفة حفتر، أليس الأجدى والأنفع للوطن والأصدق مع النفس والشعب ترك وإيقاف هذه اللقاءات الفاشلة مع عائلة الدبيبات والميليشيات التي ترعاها دولة الإمارات، والتي أضعفت موقفكم الوطني، وجعلتكم تُضعفون الحكومة الليبية الشرعية، التي شاركتم في وجودها، وتضعون الرجل الشجاع (فتحي باشاغا) الذي دفع ثمن موقفه الوطني في موقف سيء وحرج جداً، لن يجد أمامه خياراً سوى ترك خياره الوطني الذي فشل الوطنيون في الدفاع عنه، والعودة مضطراً إلى القوقعة الجهوية المناطقية".
وأضاف بعيو "يا سيادة المشير خليفة حفتر / أقول لك على الملأ ما لن يقوله لك مستشاروك، إنك بتوجهك إلى ما أسميته فك الإرتباط، دون الذهاب إلى الحل الحقيقي المتمثل في الدولة الإتحادية، إنما تلتقي وتتقاطع من حيث لا تقصد ولا تريد، مع المشروع الإسلاموي القطبي المتطرف، الذي يقوده الصادق الغرياني الجناح العميل في تنظيم الإخوان، ويقوم بتنفيذه الدبيبات وكل عملاء تركيا، بتقسيم لــيـبـيــا فعلياً بعد انقسامها واقعياً، والإنفراد بإقليم الغرب الليبي، والإستحواذ على جنوبه الأوسط والغربي الخاصرة الرخوة للشمال الغربي، وترسيخ الإحتلال التركي الطوراني العثماني لإقليم طرابلس ربما لعقود أو قرون، كما تتقاطع وتتفق مع مشروع التمدد المصري في برقة الذي يمنعه الآن الرئيس السيسي، لكنه موجود منذ سنوات طويلة في المخططات المخابراتية السرية، ومع موقف عدة دول الذي يخشى ويرفض وجود الدولة الليبية الوطنية القوية المستقرة المزدهرة".
وأردف بعيو "أكرر وأختم بالقول / فلنذهب معاً نحن الوطنيون الحريصون على بقاء لــيـبـيــا كياناً وشعباً، وعلى تأسيس الدولة الوطنية القوية، إلى الخيار الوحيد المتاح والأخير الدولة الإتحادية، أعرف أنك يا سيادة المشير خليفة حفتر ضد هذا التوجه أو على الأقل لست مقتنعاً به، لكن الذهاب إليه وهو السبيل الوحيد للبقاء والوجود أفضل بكل تأكيد من الذهاب إلى الزوال والعدم"