كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية عن نية بكين دعوة شركات أجنبية للمشاركة في برنامج التطوير التكنولوجي الذي تموله الحكومة كطريقة لصرف الانتقادات الموجهة لها حول قومية سياساتها الصناعية.

ونقلت الصحيفة عن المصادر، أمس السبت، تأكيدها أن بكين لن تتخلى عن استراتيجية "صُنع في الصين 2025" لدعم قطاع التكنولوجيا المحلي، حتى إذا انطوى ذلك على المخاطرة بخوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة؛ نظرًا لأن تلك الاستراتيجية هي جزء جوهري من سياسة الرئيس الصيني شي جينبينج.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وصفت الاستراتيجية بأنها مثال رئيسي على "ممارسات التجارة غير العادلة" للصين، قائلة إنها تستخدم سياسات تفضيلية لتعزيز الشركات الصينية بشكل غير عادل.

وأضافت أن الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق "الكفاءة الذاتية" في قطاع التكنولوجيا المتطورة بالصين وتحويل البلاد إلى قوة ضاربة في صناعة التكنولوجيا لتتمكن من منافسة دول الغرب.

لكن وسط التوترات المتصاعدة باندلاع حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، قد تضع بكين في اعتبارها إضافة بعض التعديلات لاستراتيجيتها.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إنه بدون دعم وتعاون الدول الأجنبية في التكنولوجيا سيكون من المستحيل للصين تحقيق أهدافها لعام 2025، ولذلك سيتعين على بكين معالجة مخاوف واشنطن.

وأضافت المصادر أن إحدى الأفكار هي دعوة الشركات الأجنبية للانضمام إلى (صندوق استثمار الدارات المتكاملة الصيني) الذي تم تأسيسه في 2014 لتمويل قطاع أشباه الموصلات المحلي وشركات التكنولوجيا الأخرى في الصين.

وأوضح مسؤول تجاري صيني سابق للصحيفة أن الشركات الأجنبية التي ستستثمر في الصندوق ستجني أرباحا من تطور التكنولوجيا الصينية وقد تصبح تلك الشركات مساهمة في الصندوق الاستثماري.

وذكرت الصحيفة أن الصندوق جمع 138.7 مليار يوان صيني (21.8 مليار دولار أمريكي) في أول جولة تمويلية عام 2014، مشيرة إلى أن الصندوق حاليا يخوض محادثات مع هيئات وشركات حكومية لجمع 200 مليار يوان إضافي في الجولة الثانية من جمع الاستثمارات.