عرج الدكتور بلقاسم ساحلي الامين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري الجزائري ،في هذا الحوار مع "بوابة افريقيا الاخبارية" الى عدة قضايا وطنية، عربية ودولية، سيما في ظل الحراك السياسي  والاجتماعي الكبير في الجزائر، وكذا تبخر آمال ما يسمى "بالربيع العربي" على مستوى الدول التي اكتوت بناره، اضافة الى تطلعات حزبه وعلاقة القمة فيه بالقاعدة من خلال متابعة المنتخبين ،زيادة الى عرض موقف الحزب مما يسمى بالمعارضة للسطلة، فتمنياتنا لكم بمتابعة طيبة للحوار.

بداية كيف هي أحوال التحالف الوطني الجمهوري في ظل الحراك السياسي بالجزائر؟

بلقاسم ساحلي: حزبنا له مبادئه ،وبرنامج عمله كما له جنوده ومناضليه في كل محافظات الجمهورية يسهرون على رعاية أهداف الحزب لما يخدم المواطن بالدرجة الاولى، ونحن نتابع بكل صغيرة وكبيرة ما يصنعه منتخبونا في مختلف المجالس المنتخبة من خلال خرجاتنا التقييمية التي تهدف أساسا الى متابعة البرامج التي قدمت خلال الحملات الانتخابية كوعود –أين وصلت وهل المواطن راض بما يقوم بهم مثلوا الحزب؟- وعلى العموم أنا كأمين عام الحزب مرتاح لعمل منتخبينا ،ومواقف حزبنا تجاه ما يحدث داخل وخارج الوطن.

على ذكر العلاقات- ما علاقة الحزب بالسلطة؟ وهل أنتم راضون بعمل الحكومة الحالية؟

بلقاسم ساحلي: لا ليس مئة بالمئة ،فالحكومة الحالية اصابت في اشياء واخطأت في اشياء والكمال بطبيعة الحل لله وحده، لكن أنا ضد من يقول بأن الوضع في الجزائر متأزم لأن هناك قطاعات بالجملة انتعشت، ومجالات كثيرة رات النور، بالاضافة الى المشاريع الكبرى المجسدة بالميدان والتي تجعلنا دائما في طليعة الآملين بغد أفضل، لكن هذا لا يعني أن الجزائر هي في الصورة المنتظرة لان حزبنا قالها ويعيدها "الجزائر في  انتظار تحديات كبرى" والتي تتطلب برامج عمل وتحرك عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، أما علاقتنا بالسلطة فهي تشاورية وبناءة لنا حق النقد كما لنا حرية الطرح والاقتراح ولما لا المساعدة في اعداد ورسكلة القضايا التي لها ارتباط وثيق بمستقبل البلاد والعباد.

تحدثت عن التحيديات الكبرى هلا ذكرتها في عجالة؟

بلقاسم ساحلي: نعم هي تحديات لابد العمل لتحقيقها لانني اراها في قمة الضرورة ويمكن تلخيصها في خمسة تحديات، أما اولاها فتعنى بالوجه العام للسياسة والتي تتطلب التفاف جميع الاطياف السياسية من احزاب و جمعيات وممثلي المجتمع المدني ممثلي المؤسسات الاعلامية ، حول القضية الوطنية وبناء مستقبل البلاد والحفاظ على اللحمة ، بدل التصارع والتناحر والفرقة، من اجل تاسيس دولة الحق والقانون والممارسات الديمقراطية ،اما التحدي الثاني فهو اقتصادي سيما امام تداعيات التذبذب الحاصل في اسعار المحروقات ،فنحن في الزب نرى أن الوضع الاقتصادي في البلاد مقلق وليس خطير كما يذهب اليه البعض ،فالجزائر على مشارف القضاء كليا على مديونيتها ،كما انها تملك احتياط صرف يغنيها على الحاجة 03 أو 04 سنوات المقبلة، وكله راجع الى الاستقرار المالي والسياسي والأمني أيضا ،لكن المشكلة تكمن في مدى الاستثمار في كل المؤهلات السياحية ،الصناعية والفلاحية بالشكل المنتظر، خاصة ما يتعلق بالاستثمار البشري ،فالجزائر تملك ترسانة شبانية تفتقرها العديد من الدول خاصة المتطورة منها، أما التحدي الثالث فهو اجتماعي ،وكيفية تأطير الحراك الاجتماعي الكبير الذي تعرفه البلاد محليا من خلال احتجاجا شعبية ووطنية من خلال إضرابات بعض القطاعات، والتحدي الرابع هو أمني سيما أمام القوى الحاصلة بدول الجوار التهديد المتلازم للشريط الحدودي الجنوبي للجزائر، رغم المجهورات الكبيرة التي يقوم بها عناصر الجيش الذي يتطلب دعم كبير لكل الجزائريين وبناء اقوي للثقة بين الطرفين، أما آخر هذه التحديات فهو التحدي الدبلوماسي أمام كل هذه التطورات رغم أن حزبنا مرتاح لعودة الدبلوماسية الجزائرية إلى مستواها في مختلف القضايا الإقليمية العربية والعالمية.

أنت تتحدث في كل مرة حول الالتفاف واللحمة والاتحاد – فما موقف حزبكم من المعارضة في الجزائر؟

بلقاسم ساحلي: نحن في مرحلة لا يجب فيها ان نعيش معارضة في ظل التهديدات المتتالية على وطننا، كما ان مفهوم المعارضة لا يجب أن ينحصر في "أنني اعارض لاعارض" وانما يجب أن تترك أبواب الحوار والمشاورات مفتوحة ،فكل أهداف الاحزاب هو مستقبل البلاد وان كانت معارضة، لذا فأنا أرى أن الحديث عن المعارضة في الوقت الراهن غير لائق، بل لابد علينا جميعا سلطة ومعارضة ،وكذا مجتمع مدني وجمعيات أن نضع اليد في اليد من اجل مجابهة كل العراقيل التي تهدد التنمية بالجزائر.

كيف ترون الجزائر في ظل ما يحدث بدول الجوار خاصة بليبيا ومالي؟

بلقاسم ساحلي: بحكم موقعا باتت الجزائر اليوم بين ناري الوضع في ليبيا ومالي وما أفرزته من انتشار للسلاح والجريمة المنظمة والإرهاب الدولي، وأصبحت دولتنا اليوم امام تحد كبير وهو التحدي الامني الذي سبق وان اشرت اليه، خاصة ونحن نعلم بأن الشريط الحدودي بين مناطق التوتر واسعة وشاسعة وتتطلب فطنة أكبر، وأنا أحيي بالمناسبة الجيش الجزائري الذي يقوم بمجهودات جبارة للحول دون جعل الجزائر بقعة صراع اقليمية ،وفي كل مرة نسمع بعمليات نوعية عن حجز للأسلحة والمخدرات، وتوقيف للارهابيين والمهربييين حماية للحدود والارواح والاقتصاد، فالوضع عموما مقلق ،ونتمنى أن تعود السكينة والهدوء لهذه البلدان وبالتالي عودة الطمأنينة حتى على حدودنا الجنوبية.

تشيد كثيرا بالجيش وهو اليوم تحت الضغط للمشاركة في عمليات خارج الوطن ما رأيك؟

بلقاسم ساحلي:  لا أبدا.لا اشاطر تماما فكرة التدخل العسكري الجزائري في أي بقعة في العالم وليس فقط في دول الجوار كانت عربية او افريقيا، حقيقة هناك أطرافا تحاول جر الجزائر الى المشاركة في عديد العمليات العسكرية، وهي محالولات لن تفلح في ظل حنكة جيشنا وفطنة دبلوماسيينا، كما أن حزبنا في كل مرة يرفض تماما التدخل العسكري الخارجي في الشؤون الداخلية للبلدان ،ففي ليبيا مثلا انا مقتنع ان الليبيين قادرين على بناء دولتهم، وما ينقصهم سوى حوار شامل وجاد وهو ما ترعاه الجزائر لحد اللحظة ،خاصة وأن الدبلوماسية الجزائرية استطاعت لم شمل الماليين وكان لها دور كبير في الجامعة العربية في عديد القضايا وعلى رأسها الملفين السوري واليمني.

ما موقف حزبكم تجاه ما يحدث في جل الدول التي عاشت "الربيع العربي"؟

بلقاسم ساحلي: حزبنا كان منذ البداية غير متفائل تماما لما كان في الدول العربية، لان الفوضى لا تنتج الا الفوضى، والربيع العربي هو صنيعة مجهولة المصدر، وبالتالي فالنتائج الآن هو تحصيل حاصل، وكل ما تشهده الدول العربية من اقتتال وانقسام وتناحر وتهجير وتهديم للبنى التحتية ماهو إلا دليل بأن هناك من كان يهدف الى اثارة الفوضى والبقاء متفرجا خارج الملعب، نحن نتحسر لما يحدث في ليبيا ،اليمن، سوريا، العراق، مصر،ونأمل في نفس الوقت أن تجتمع كل أطياف هذه الدول تحت مصلحة بلدانهم لعودة الهدوء والعائلات المهجرة خارج الحدود، وأتمنى من الشباب العربي عدم الانقياد وراء السراب والمجهول لان الربيع العربي في بدايته كان سرابا ومجهولا.