أفادت التحريات الأولية حول الهجوم الأخير على وحدات الجيش التونسية والذي أسفر عن استشهاد 15 عسكريا وجرح 23 آخرين، بأن المجموعة التي نفذت هذا الهجوم تلقت تدريبا في المعسكرات التي يشرف عليها مختار بلمختار في مدينة الزنتان الليبية.

أكدت تقارير استخباراتية جزائرية وتونسية أن المجموعة التي نفذت الهجوم على الجنود التونسيين، تلقت تدريبا في المعسكرات التي يشرف عليها مختار بلمختار في مدينة الزنتان الليبية.

وتشير التقارير وفق ما نشرته صحيفة “البلاد” الجزائرية، إلى أن المجموعة التي قامت بالاعتداء دخلت من ليبيا قبل نحو شهرين والتحقت بخلية جبل الشعانبي، قبل أن تستفيد في وقت لاحق من شحنة أسلحة مهربة من ليبيا عبر مركبتين رباعيتي الدفع.

وأكد العديد من الخبراء الأمنيين أن منطقة الزنتان الليبية، تحولت إلى معسكر تدريب للجهاديين التونسيين والجزائريين والمغاربة، حيث يتراوح العدد الإجمالي بين 4 و5 آلاف.

ويشرف زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس، أبو عياض، الذي أعلن تحالفه مع الجزائري مختار بلمختار زعيم كتيبة “الموقعون بالدم” المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على المقاتلين المغاربة الذين يتم إعدادهم للقيام بهجوم كبير على جنوب تونس واحتلاله والقيام بعدة تفجيرات في العديد من المدن التونسية واغتيال عدد كبير من السياسيين.

وأفادت التحريات الأولية، استنادا إلى شهادات بعض المتشددين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم في تونس، بأن الجهادي الجزائري مختار بلمختار يتواصل بكثافة مع المكنى “خالد أبو العباس″ قائد الجماعات التكفيرية المسلحة في تونس، وأن بلمختار أشرف بنفسه على تدريب مقاتلين سلفيين جهاديين وإرسالهم إلى الأراضي التونسية.

وأكدت مصادر إعلامية متطابقة، أن السلطات الجزائرية حذّرت في وقت سابق، السلطات التونسية من عملية تهريب كبرى للسلاح جرى التحضير لها قبل نحو شهرين انطلاقا من الأراضي الليبية باتجاه الجزائر أو تونس، الأمر الذي جعل الجيش الجزائري يستنفر قواته على الحدود مع ليبيا وتونس، مستخدما الطائرات العسكرية لتوسيع مجال المراقبة ولمنع أي محاولة اختراق لجماعات إرهابية قد تستغل الأوضاع لتنفيذ مخططها.

يذكر أن هجوما إرهابيا بقذائف “الآر بي جي”، استهدف نقطتين متقدمتين للجيش الوطني التونسي بجبل الشعانبي مما أسفر عن استشهاد 15 عسكريا وجرح 23 آخرين في حصيلة هي الأثقل بسجل المواجهات التي جرت خلال الأشهر الماضية بين قوات الجيش والأمن الوطنيين من ناحية والمجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبل من ناحية أخرى.

ونشرت العناصر الإرهابية صورا للعملية على صفحة في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تابعة لتنظيم أنصار الشريعة المحظور، وقد توعدت في الأثناء بعمليات أخرى في وقت أكد فيه مراقبون أن الأيام القادمة ستشهد تكثيفا للعمليات الإرهابية خاصة في العشر الأواخر من رمضان التي يعتبر الإرهابيون أن الأجر فيها مضاعف.

وتداولت العديد من المواقع مقطع فيديو لمتشدد تونسي هاجم فيه قوات الجيش والأمن ووصفهم بـ”أعداء الحق” وتوعّدهم بالموت والتنكيل، قائلا، “كل موظف في الأمن مهدد بالقتل هو وأولاده وعائلته”.

وجدير بالذكر أن رئاسة الحكومة التونسية كانت قد اتخذت صلب خلية الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني في البلاد، أمس الأول، جملة من القرارات لمكافحة الإرهاب من أهمها دعم قوات الأمن الوطني وغلق المساجد الخارجة عن سيطرة الدولة والتي تبث خطبا تكفيرية وتحرض على العنف وأيضا غلق الإذاعات الخاصة التي تعمل دون ترخيص ولها خطاب تكفيري.

 

 

*نقلا عن العرب اللندنية