استقبلت مدينة بنغازي الليبية الملقبة بـ"عاصمة السلام الأبدية"، حسب منظمة السلام التابعة للأمم المتحدة يوم الأحد، "اليوم العالمي للسلام" بمزيد من العنف والاغتيالات.

وشهدت المدينة خلال الـ24 ساعة الماضية اغتيال 6 أشخاص بينهم ضباط بالجيش والشرطة وناشطون، بينما سجلت 4 محاولات اغتيال، لضابطة برتبة عقيد بالحرس الثوري الخاص (حرس الرئيس الراحل معمر القذافي)، وضابط بالأمن الخارجي، وشيخ سلفي، وإعلامي محلي.

وفي اليوم الذي احتفل فيه العالم باليوم العالمي للسلام تحت شعار "حق الشعوب في السلم"، لم تهدأ أصوات الانفجارات والقصف المتبادل، من جراء الاشتباكات التي تشهدها المدينة منذ منتصف مايو/ آيار الماضي.

وفي تعليق على تلك الأوضاع، قال ناجي المزيني، وهو عضو مؤسس بـ"منظمة السلم" الليبية (أهلية) في حديث لوكالة الأناضول: "ألغيت احتفالات في هذا اليوم كانت قد رتب لها منذ فترة طويلة بمشاركة العديد من المنظمات المحلية والعالمية المهتمة بهذا المجال".

وأضاف: "وضع البلاد وتصاعد العنف المسلح وموجة الاغتيالات في بنغازي، حال بيننا وبين الاحتفال اليوم".

 

ومضى قائلا إن "الاحتفال بيوم السلام كان أمرا غاية في الأهمية، لكون بنغازي حائزة علي لقب مدينة السلام الأبدية العام الماضي".

وأشار إلى أن سببا آخر كان وراء إلغاء الاحتفال بهذه المناسبة، وهو اغتيال "ناشطيْن بمشروع بنغازي الخير (مؤسسات مجتمع مدني)، وهما توفيق بن سعود وسامي الكوافي برصاص مجهولين"، حسب ما قاله المدير التنفيذي للمشروع حسن التاجوري في تصريحات صحفية.

واعتبر "التاجوري" أن "الأحداث التي تمر بها مدينة بنغازي لن تغير لقبها".

واختارت منظمة "مدن السلام" التابعة للأمم المتحدة، التي منحت اللقب لـ36 مدينة حول العالم، مدينة بنغازي الليبية "عاصمة أبدية للسلام" في 14 أغسطس/ آب 2013، لتكون بنغازي هي المدينة الثانية التي تحمل اللقب في الشرق الأوسط بعد مدينة القدس في فلسطين.

وسنويا، يحتفل العالم باليوم العالمي للسلام يوم 21 سبتمبر/ أيلول، حيث خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام.

وفي هذا اليوم تشجع المنظمة العالمية دول العالم على التصدي للآثار المدمرة للحروب وتعزيز السلام.

ومساء يوم الأحد، قتل العقيد طيار ناصر سلامة العبيدي، برصاص مجهولين اعترضوا طريقة بمنطقة "الحدائق" وسط بنغازي، بينما قتل آخرون رئيس عرفاء بالجيش (قيادي) محمد كوير في منطقة حي "السلام" بالمدينة ذاتها.

وعادت عمليات الاغتيال لمدينة بنغازي نهاية الشهر الماضي بعد أن كانت قد توقفت الفترة الماضية، حيث كانت عمليات الاغتيالات في مدينة بنغازي تتكرر بشكل يومي، وتطال العديد من العسكريين بالجيش والشرطة إضافة لإعلاميين وناشطين وأئمة مساجد.

ومنذ الإطاحة بـمعمر القذافي في عام 2011، تشهد ليبيا انقساماً سياسياً بين تيار محسوب على الليبرالي وتيار آخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة الثني (استقالت في وقت سابق وتم تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة) ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري.

أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي.

ويتهم الإسلاميون في ليبيا فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مايو/ آيار الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين".

بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس.