تُعد ُ المحاميةُ  الليبيةُ الراحلة "سلوى بوقعيقيص "من أشد المدافعات  عن حقوق الإنسان في بلادها , تجاوزت شهرتها حدود بلدها الأصلي من خلال نسجها لعلاقات دولية واسعة في العالم الغربي , حملت هموم المرأة والمجتمع و كافحت من أجل الحرية والديموقراطية في ليبيا   قبل ثورة 17 فبراير وبعدها , كانت  الراحلة تأخذ من حائط صفحتها على الفيسبوك  وسيلة  لإيصال  قناعاتها  بكل حرية ,لم تمنعها قوى الظلام  في "بنغازي "أو ترهبها   عن قول كلمة حق  , في  تدويناتها  صراحة قلت عند نظيراتها , أنضافت لها جرأة  ميزتها  عن غيرها   ,سجلت مرارا وتكرارا رفضها الاستعمار ,ونادت بأعلى صوتها  أن الشعب الليبي يستحق العيش الكريم بعيدا عن الدكتاتورية والتعصب المقيت .قالت "لا" ضد التبعية إن كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.

حثت الليبيين ساعات قبل مقتلها ,على الإقبال بكثرة علي صناديق الاقتراع ,لم ترهبها أصوات المدافع ,ولا التهديدات ,آمنت بليبيا مزدهرة حرة ,ليبيا متصالحة مع ذاتها , وصبيحة  يوم الاقتراع ,كانت هناك في طوابير الناخبين  لإيصال صوتها الذي أعتبرته أمانة في رقبتها ,لم تكتفي بالتصويت فقط ,بل وثقت لحظة تصويتها بالتقاط صورة,نشرتها ساعات قبل مقتلها على صفحتها في الفيسبوك.

 

 

 

 

 

 

 ومن خلال  تتبع "بوابة إفريقيا الإخبارية" لنشاطات الراحلة علي  صفحتها في الفيسبوك التي وثقت فيها أهم اللحظات التي عاشتها ساعات قبل وفاتها , يظهر جليا أن الراحلة كانت تدرك أن مصيرها لن يختلف عن من سبقوها في بنغازي  ,حيث كتبت في احدى تدويناتها " اسامة الفرجاني ,اصابة خلف الراس, فيصل العمروني في الرأس , محمد الترهوني في الرقبة,و13جريح ,لك الله يا بنغازى"

 

 

 

 

 

 

 

حرصت الراحلة علي الظهور في كل المناسبات,نددت بالاغتيالات العشوائية في بنغازي ,حثت أبناء مدينتها علي اختيار  الافضل لتمثيلهم في البرلمان الليبي , معلنة التحدي ,حيث كتبت في آخر تدويناتها " بنغازى تتحدى كالعاده ....رغم الألم والحزن والخوف 

تثبت للجميع انها لن تركع ولن تنحنى وأنها ستستمر فى النضال مهما واجهت من تحديات ومصاعب , فنحن عازمون ان نبنى ليبيا التى حلمنا بها  ,على الجميع ان يتذكر شهدائنا الذين مكنونا من الاستمتاع بهذه التجربة الديمقراطيه "

مضيفة " المشاركه فاقت كل التصورات المحليه والدولية ,المجتمع الدولى متفاجئ من صمود هذه المدينه الأبيه 

,كلى فخر بمدينتى بنغازى وبأهلها وبمشاركتهم المتميزة فى العمليه الديمقراطيه من اجل ليبيا

نحن نحبط نخذل ولكن لن نياس"

 

رحلت دون وداع


 

 

 

 

 

 

حملت الساعات الأولي من ليلة "الاربعاء" الخميس"  فاجعة  اغتيال مسلحين  مجهولين، للناشطة  الحقوقية الليبية سلوى بوقعقيص بعد اقتحام منزلها بمنطقة الهواري بمدينة بنغازي شرقي ليبيا.

ونقل  عن شخص يعمل بحديقة منزل الناشطة الحقوقية القتيلة أن عدد "من اقتحم المنزل 4 أشخاص ملثمي الوجه، وخامس غير ملثم".

وتابع العامل الذي كان مصابا بطلقات نارية في قدمه، خلال التحقيق، بحسب المصدر أن " المسلحين سألوه عن ابن القتيلة وائل، الذي سبق وتعرض لمحاولة خطف، فأجابهم أنه غير موجود، فأطلقوا علي قدميه الرصاص ودخلوا للمنزل وقتلوا سلوي بوقعقيص".

ذات المصادر أكدت اختفاء زوج الراحلة وابنها  بعد مقتلها ,في مشهد تراجيدي ,أصبح  مألوفا  في مدينة بنغازي  الجريحة .