وسط ذرات العرق التى كست وجوه العاملين في مشروع قناة السويس الجديدة والروح المعنوية العالية تجولت عدسة بوابة افريقيا الاخبارية لمتابعة المشروع عن كتب.. روح الحماس والجدية تسكن الجميع لإنجاح المشروع فى الموعد المحدد خاصة وانه يمثل بارقة أمل لانتشال الاقتصاد المصري من عثرته الحالية في ظل تحديات كبيرة تواجه البلاد في المرحلة الراهنة.

في رحلة استمرت يوما كاملا تعرفت بوابة افريقيا الاخبارية على مشروع قناة السويس الجديدة عن قرب ووقفت على أعمال الحفر على أرض الواقع. بدأت الرحلة من القاهرة الى السويس ثم الى محافظة الاسماعيلية وكانت اول خطوة التوجه إلى معهد الأبحاث بهيئة قناة السويس لمشاهدة فيلم تسجيلي وشرح للقناة الجديدة . وشرح المهندس خالد العقرمي مدير العلاقات العامة بالهيئة المشروع وأهدافه مؤكدا أن "مشروع محور قناة السويس هو مشروع مصري تنموي ضخم يهدف إلى إعادة تخطيط دور إقليم قناة السويس كمركز لوجستي وصناعي عالمي متكامل إقتصادياً وعمرانياً وبيئياً ومكانياً حيث أنه يمثل مركزاً عالمياً متميزاً في الخدمات اللوجستية والصناعية". كما يهدف المشروع إلى "جعل الاقليم محوراً مستداماً يتنافس عالميا في مجال الخدمات اللوجستية والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة حيث أن الاقليم يضم ثلاث محافظات هي السويس والاسماعيلية وبورسعيد ويتوفر به إمكانيات جذب في مجال اللوجستيات والطاقة والسياحة والاتصال والتكنولوجيا والمعلومات".

وصرح العقرمي أنه بإكتمال هذا المشروع سيتم مضاعفة دخل قناة السويس حيث أن المشروع سيسمح بعبور السفن للمجرى الملاحي في الاتجاهين من الشمال إلى الجنوب والعكس دون الانتظار لأيام أو ساعات كما أنه يعزز من قوة القناة كأهم وأقدم مجرى ملاحي على مستوى العالم هذا بالإضافة إلى توفير مليون فرصة عمل للشباب

وعقب الانتهاء من مركز الابحات توجهنا الى إحدى المعديات التى تحمل المواطنين والسيارات الى الناحية الشرقية من قناة السويس الحالية وعلى بعد قرابة 500 متر بداية موقع الحفر وموقع المنصة التي يستقبل فيها القائمون على المشروع الوفود القادمة من مختلف المحافظات ويقدمون التفاصيل ، حيث ان اجمالى طول المشروع  72 كيلو متر وطول التفريعات الغربية للبحيرات الكبرى 27 كيلو متر وطول المجرى الملاحى الجديد 35 كيلو متر ، فيما هناك مخطط لحفر 4 قنوات فرعية لربط القناتين بالاضافة الى انشاء 4 انفاق تحت القناة لتسيير حركة النقل.

تابعنا عمليه الحفر عن قرب وتبين لنا ان آلات الحفر تعمل على ان تصل الى عمق 24 مترا وبعد الوصول الى هذا العمق تظهر المياه الجوفية ومن ثم تبدا العملية الثانية من الحفر وهي التي يستخدم فيها كراكات هيئة قناة السويس .

بوابة افريقيا الإخبارية التقت بعدد من العاملين فى المشروع ، بداية يقول محمود حسين من محافظة قنا سائق آلية انه منذ الاعلان عن بدء المشروع لم يتوان لحظة فى خدمة مصر مؤكدا عزمه السفر من اقصى الصعيد الى القناة للمشاركة فى اعمال الحفر و"بالفعل عقب وصولى توليت إحدى معدات الحفر التي اعمل عليها سائقا"  واضاف بانه لا يكل من العمل أملا فى تحقيق المشروع الذي يساهم في ارتفاع الاقتصاد المصري.

اشرف السيد سائق سيارة نقل من محافظة سوهاج قال لمراسل البوابة ان العاملين في المشروع يعملون بروح عالية لإنجاز المشروع الذي سوف يخلق الاف فرص العمل لابناء مصر ، واوضح انه بالرغم من ان العمل شاق الا ان الهدف اسمى واعظم لانه مشروع قومي . كما التقينا ايضا بعم محمد يقوم بتوزيع المياه للسائقين يرويهم عطشهم تحت حرارة الشمس . وقال بكلمات مقتضبة" كله من أجل مصر".

وقال المقدم اركان حرب سيد عبدالحكيم لمراسل بوابة افريقيا الإخبارية ان 84 شركة مصرية تعمل فى المشروع و22 الف عامل يعملون ايضا فى المشروع بالاضافة الى 4200 معدة تعمل بثلات دوريات عمل متواصلة واضاف انه وصلت 4 كركات جديدة من الامارات وهولندا. واوضح في تصريحاته ان بانتهاء العمل وافتتاح المشروع من المنتظر ان تعبر القناة يوميا اكثر من 100 سفينة ويؤدى ذلك الى ارتفاع دخل القناة من 5 مليار الى 11 مليار سنويا بالاضافة الى اقامة منطقة لوجستية للصوامع وتخزين الحبوب على طول المشروع الجديد.

وأعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن أعمال التكريك تسير في القناة الجديدة على قدم وساق سواء أعمال الحفر الجاف أو المائي منذ انطلاق إشارة البدء في العمل بالمشروع لإنجازه فى 6 أغسطس من العام المقبل.

وقال مميش إن الكراكتين الأمريكيتين يوهايوا وكارولينا بدأتا العمل  فور نزولهما عند الكيلو 95 إلى 122 بترقيم القناة، لافتاً إلى أن هاتين الكراكتين تعدان من أكبر كراكات التجريف المائي فى العالم ، وأنهما مزودتان بحفار يناسب العمل داخل المجرى الملاحي للقناة وتابع أن ما يقرب من 26 كراكة تعمل حالياً بمجرى القناة ومن المنتظر وصول 10 كراكات أخرى خلال الفترة المقبلة  بواقع 36 كراكة . ومن مشاهدتنا لعملية الحفر في المشروع تبين ان هناك إصرارا وعزيمة من كل العاملين