يسود مدينة سرت الليبية هدوء مشوب بالحذر ، بعد قصف سلاح الجو الليبي مساء اليوم الجمعة ، مجمع واغادوغو الضخم وسط المدينة ، والذي يسيطر عليه تنظيم داعش ويتخذه مقرا لقياداته ومنطلقا لعملياته بالمنطقة.
وقال شاهد عيان ، إن شوارع المدينة خالية تماما من بعد عصر اليوم الجمعة ، من السيارات والمارة ، ولا وجود لعناصر التنظيم في النقاط التي يتمركزون بها ، باستثناء نقطة تفتيش أمام الجامعة .
وأضاف ، أن عناصر التنظيم يتمركزون حاليا بجامعة سرت ومرافقها بعد أن تم استهداف مقراتهم بمجمع واغادوغو الاداري ، حيث تسمع من الجامعة أصوات التكبير وهتافات تمجد تنظيم الدولة الاسلامية.
وبعد صلاة الجمعة وفي مسجد الرباط الأمامي ، أعلن أربعة أجانب اسلامهم أمام المصلين من بينهم طبيب هندي يعمل في مستشفى ابن سيناء وكان مختطفا منذ أكثر من شهر.
وسمعت مساء اليوم ، أصوات مضادات أرضية وانفجارات شرقي المدينة يعتقد أن مصدرها كتائب مصراته المحتشدة في مقر جهاز ادارة النهر الصناعي الواقع على بعد 15 كيلومتر تقريبا شرقي سرت، وفي الميناء البحري.
وذكرت مصادر بالمدينة أن بعض العائلات التي تنحدر أصولها من مصراته فرّت من المدينة ، وكذلك المسؤولين بما فيهم رئيس المجلس المحلي تخوفا من استهدافهم من قبل التنظيم بسبب ولائهم لميليشيات فجر ليبيا.
ورغم توفر المواد الغذائية بالمحال التجارية إلا أن المواطنين بالمدينة عاجزين عن شراء ما يكيفيهم من مؤن بسبب توقف المرتبات وإغلاق المصارف ابوابها أمام المواطنين منذ شهر تقريبا لنقص السيولة المالية.
وأكدت مصادر طبية أن عدد كبير من الكوادر الطبية الاجنبية بمستشفي ابن سيناء غادرت المدينة بسبب الأوضاع الامنية والخطر على الاجانب، مما قد يستدعي في الوقت الراهن الاستعانة بأطباء الامتياز بجامعة سرت.
وغادر المئات من العمال المصريين المدينة بعد بث شريط على وسائل الاعلام لذبح 21 مصريا قبطيا على ايدي تنظيم داعش الارهابي تم اختطافهم في سرت منذ شهرين تقريبا
ويتوقع أهالي المدينة اندلاع حرب وشيكة بين كتائب مصراته وتنظيم داعش بعد انهيار المفاوضات التي جرت بينهما قبل يومين ، مما قد يتسبب في دمار المدينة ونزوح سكانها للمرة الثانية بعد الأحداث التي شهدتها في سبتمبر واكتوبر 2011.