اختار أبرز حزب معارضة في تايوان أمس الإثنين، رئيس بلدية شعبويا مؤيدا للتقارب مع الصين مرشحاً للانتخابات الرئاسية في يناير المقبل، أملاً في إزاحة الرئيسة تساي اينج وين.

وفاز هان كو يون بالانتخابات التمهيدية لحزب كومينتانج ليفوز بفارق كبير على أثرى رجل في تايوان الملياردير ومؤسس عملاق التكنولوجيا "فوكس كون" تيري غو.

ويرتقب أن تطغى العلاقات الحساسة بين الجزيرة والصين على مواضيع الحملة الانتخابية.

وحقق هان، صعوداً سريعاً على الساحة السياسية المحلية، بعد أن كان مجهولاً تقريباً قبل عامين، وبات الآن مرشحاً رئاسياً في ظاهرة أطلق عليها اسم "موجة هان".

وشبهه كثيرون بالرئيس الامريكي دونالد ترامب وبرؤساء شعبويين آخرين، تولوا مناصبهم من خارج معترك السياسة.

وفاز هان بـ 45% من الأصوات في الانتخابات التمهيدية حسب استطلاع للرأي أجري عبر الهاتف، مقابل 28% لمنافسه غو في، ما يشكل نكسة كبرى لرجل الأعمال الذي تخلى في الآونة الأخيرة عن رئاسة مجموعته لتكريس وقته للعمل السياسي.

وعرف هان كو يو في تايوان بعد فوزه برئاسة بلدية كاوسيونج في العام الماضي خلال الانتخابات المحلية، وكان مرشحاً لخسارتها لأن المدينة تعد معقلاً تاريخياً للحزب التقدمي الديموقراطي الذي ترأسه تساي.

وفي حملة الانتخابات التمهيدية، تمكن من اجتذاب حشود كبرى متحمسة عبر وعده بنهوض اقتصادي، وتحسين العلاقات مع الصين.

وقال للصحافيين بعد إعلان النتائج إن "الشعب التايواني كان يعيش ظروفاً صعبة في الأعوام الثلاثة الماضية".

وفي المقابل، يؤيد أنصار هان صراحته ويعتبرون أنه نجح في تغيير الحياة السياسية الجامدة في تايوان.

وتشهد العلاقات بين تايوان والصين فتوراً منذ وصول تساي إلى الرئاسة في 2016. وترفض الرئيسة الاعتراف بأن تايوان تشكل "جزءاً لا يتجزأ من الصين الواحدة".

وقطعت بكين الاتصالات الرسمية مع تايبه وعززت تدريباتها العسكرية، وشددت الضغوط الاقتصادية على الجزيرة، وانتزعت منها عدة أطراف كانت تعد من حلفائها الدبلوماسيين القلائل أساساً.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها.. وتحظى الجزيرة بحكم ذاتي منذ سيطرة الشيوعيين على الحكم في القارة في 1949، في أعقاب الحرب الأهلية الصينية.

وتهدد بكين باللجوء إلى القوة أذا أعلنت تايبيه الاستقلال أو بعد تدخل خارجي، خاصةً من جانب واشنطن.

ووصفت تساي انتخابات 2020 بمعركة "من أجل الحرية والديموقراطية" واعتبرتها حصناً في مواجهة مواقف بكين "العدائية".

وفي ظل رئاستها سجلت العلاقات تقارباً مع الولايات المتحدة التي تبقى الحليف الدبلوماسي والعسكري الرئيسي للجزيرة.

وكانت الصين أعلنت الجمعة الماضي أنها ستفرض "عقوبات" على شركات أمريكية ضالعة في صفقة محتملة لبيع أسلحة بـ2.2مليار دولار لتايوان، وهي خطوة أثارت غضب بكين.

وفي حين يؤيد عدد كبير من التايوانيين الأكبر سناً تحسين العلاقات مع الصين، يرتاب كثيرون من الجيل الجديد من سياسة الصين ويؤيدون هويتهم المستقلة.