تُعتبر رئاسة جهاز المخابرات الليبية، لمنظمة أجهزة المخابرات الأفريقية (سيسا) خطوة مهمة تعكس الثقة الدولية في قدرات الجهاز وخبرته. وتحمل هذه الرئاسة مسؤولية كبيرة في اتخاذ مجموعة من الخطوات الاستراتيجية.
وتتمثل مهام رئيس جهاز المخابرات الليبي في سياق رئاسته لـ"سيسا" في قيادة التعاون الأمني الإقليمي وتعزيز التعاون بين أجهزة المخابرات الأفريقية في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة ودعم جهود الدول الأعضاء في بناء قدراتها الأمنية وتطوير إستراتيجيات أمنية مشتركة.
كما تتضمن وضع استراتيجيات شاملة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القارة الأفريقية، مثل التطرف العنيف والجريمة عبر الحدود والتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، مثل الاتحاد الأفريقي والإنتربول. إضافة إلى تعزيز الحوكمة الأمنية عبر دعم جهود الدول الأعضاء في تعزيز الحوكمة الأمنية، بما في ذلك بناء مؤسسات أمنية قوية وشفافة ومكافحة الفساد وتعزيز احترام حقوق الإنسان في الأجهزة الأمنية.
وتمثل الاستخبارات، المنظمة في المحافل الدولية والدفاع عن مصالح الدول الأعضاء وبناء شراكات مع المنظمات الدولية الأخرى لتعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا.
أما الخطوات الواجب اتخاذها فتتمثل تقييم الوضع الأمني في القارة الأفريقية، وتحديد التهديدات الرئيسية والتحديات التي تواجهها والأولويات الاستراتيجية للمنظمة وبناء شبكات تعاون قوية وتعزيز العلاقات بين أجهزة المخابرات الأفريقية من خلال تبادل الزيارات والخبرات. كما يتم عقد اجتماعات دورية لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة وتطوير أدوات وأساليب عمل مشتركة لمكافحة التهديدات الأمنية، مثل قواعد البيانات المشتركة وفرق العمل المشتركة والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال الأمن وتعزيز التوعية بأهمية التعاون الأمني بين الدول الأفريقية.
كما يعمل الجهاز على إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار والبحث عن مصادر تمويل مستدامة للمنظمة الأفريقية لضمان استمرار عملها وبرامجها وترسيخ التعاون مع المؤسسات الدولية والمانحين لدعم المشاريع الأمنية في أفريقيا.
ولرئاسة الجهاز للمنظمة القارية تحديات متوقعة للحد من التباينات السياسية بين الدول الأفريقية التي قد تعيق التعاون الأمني.
ومن التحديات الـأخرى الافتقار للموارد، لأن نقص الموارد المالية والبشرية قد يحد من قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها.
كما تعتبر التغيرات المناخية من الأولويات باعتبارها قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الأمنية في القارة، مثل النزاعات على الموارد والصراعات المسلحة.
ختاما تعتبر رئاسة جهاز المخابرات الليبية لمنظمة "سيسا" فرصة مهمة لتعزيز التعاون الأمني في أفريقيا ومواجهة التحديات المشتركة. ويتطلب تحقيق هذا الهدف اتخاذ مجموعة من الخطوات الاستراتيجية، وبذل جهود مشتركة من قبل جميع الدول الأعضاء في المنظمة.