حذر أطباء من أن فيروس كورونا المستجد قد يتسبب، لدى بعض المرضى، في فقدان حاسة السمع، عازين السبب في الأغلب إلى تأثيره على الأوعية الدموية للأذن، حسب تقرير لـ سي أن أن.
ميريدت هاريل شعرت ذات يوم، في يوليو الماضي، بطنين في إحدى أذنيها، ثم فقدت حاسة السمع في تلك الأذن بشكل مفاجئ أصابها بالحيرة.
وعلى مدار أسبوع ظل مرض هاريل لغزا، إلى أن قررت إجراء فحص لكوفيد-19. واللافت أن النتيجة جاءت إيجابية، رغم أنها لم تشعر بأعراض المرض المعروفة مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وفقدان حاسم الشم.
وقال اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، لهاريل إن الفيروس على الأغلب هو السبب في فقدان حاسة السمع في إحدى أذنيها.
من المعروف أن الفيروسات المسببة لبعض الأمراض مثل الحصبة والتهاب السحايا تسبب أحيانا فقدان السمع المفاجئ، وهناك أدلة متزايدة على أنه ينبغي إضافة فيروس كورونا المستجد إلى القائمة.
وقال دكتور ماثيو ستيوارت، الأستاذ المساعد في طب الأذن والأنف والحنجرة في جامعة جونز هوبكنز لـ سي أن أن "نسمع المزيد والمزيد عن أناس يعانون من ضعف السمع كجزء من عدوى كوفيد"، على الرغم من أن المنفذ الرئيسي للفيروس للوصول إلى الرئتين، هو الأنف، وممكن أيضا عن طريق الفم والعينين، حسب بعض الدراسات.
ولا توجد إحصائيات حول مدى شيوع إصابة الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 بفقدان السمع، لكن بعض الدراسات الصغيرة تشير إلى ارتباط محتمل.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة بريطانية نشرت في المجلة الدولية لعلم السمع وشملت 138 مريضا بكوفيد-19 ، تعرض 13 في المئة منهم إلى طنين في الأذن بعد شهرين من خروجهم من المستشفى.
لا يستطيع الأطباء الجزم بأن الفيروس يهاجم الأذن الداخلية، بسبب خطورة إجراء كشف كهذا، وفقاً لقناة الحرة.
ولكن ستيوارت وزملاءه تمكنوا من إجراء عمليات كهذه في جثث ثلاثة أشخاص توفوا بعد الإصابة بفيروس كوفيد -19، والنتيجة اللافتة هي عثورهم على الفيروس لدى اثنين منهم وتحديدا في الأذن الوسطى وعظم الخشاء في الجمجمة، والذي يقع خلف الأذن مباشرة. وقد نشرت دراستهم في مجلة جاما لطب الأنف والأذن والحنجرة.
ولا يعرف الأطباء لماذا يتعرض بعض مرضى كوفيد-19 إلى مشاكل في السمع، لكن يعتقد أن الفيروس يسبب تجلطات في الأوعية الدموية للأذن، تؤثر بدورها على حاسة السمع.
ويقول دكتور ستيورات إن العلاج لهذه الحالة يتم من خلال تناول جرع عالية من الإستيرويد عبر الفم.