أثرت جائحة «كورونا» في كل جانب، وناب طالبو اللجوء منها نائباً أيضاً، حيث يتواصل الانخفاض في طلبات اللجوء بشكل مطرد.

بيانات الاتحاد الأوروبي أظهرت انخفاضاً في طلبات اللجوء لدول الاتحاد إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات في أبريل مع إغلاق الحدود لمنع تفشي الفيروس. 

وأغلق الاتحاد الأوروبي حدوده الخارجية في مارس وعلقت العديد من الدول الأعضاء تسجيل طلبات اللجوء.

وتظهر بيانات المكتب كذلك انخفاضاً في طلبات اللجوء في مارس عندما بدأت الدول في فرض إجراءات العزل العام بالمقارنة مع فبراير.

وتتسلم ألمانيا في الأول من يوليو الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وكان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قال قبل بضعة أيام، إنه يعتزم إدخال «إصلاحات» على سياسة اللجوء الأوروبية مع بداية رئاسة بلاده للاتحاد. 

ونقلت صحف مجموعة «فونكه» الألمانية عن زيهوفر الأحد الماضي قوله إنه «يجب دراسة ملفات طالبي اللجوء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وإعادة تسفيرهم في حال عدم استحقاقهم اللجوء، لا توزيعهم على دول الاتحاد ومن ثم دراسة طلباتهم»، مطالباً بتعزيز «كبير» لقوات الحدود الأوروبية «فرونتكس».

وفيما يخص رفض الكثير من دول الاتحاد في شرق أوروبا استقبال لاجئين، أشار إلى حل وسط، «شكل من أشكال التضامن المرن»، كتقديم الدعم على شكل مساهمات مالية للدول التي ستستقبل اللاجئين.

وبعد أن كان الوزير الألماني انتقد مؤخراً رئيسة المفوضية الأوروبية أورزيلا فون دير لاين، عاد زيهوفر واشتكى مما تشهده سياسة اللجوء على أرض الواقع في الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «لا تشارك إلا دول قليلة في إنقاذ المهددين بالغرق في عرض البحر أو استقبال القصّر من اليونان أو توزيع اللاجئين».

أرقام المكتب الأوروبي لدعم اللجوء «إيسو»، أكدت منتصف مايو الماضي أن عدد طلبات اللجوء في أوروبا انخفضت خلال الربع الأول من العام 2020، مشيرة إلى أن ألمانيا لم تعد «الوجهة الأولى للاجئين».

وذكرت صحيفة «فيلت» الألمانية، أن أعداد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج انخفضت بنسبة 25٪ بين يناير وأبريل. وأشارت أرقام غير معلنة للمكتب الأوروبي لدعم اللجوء «إيسو»: إلى أنه «تم تقديم ما مجموعه 164,718 طلب لجوء في الفترة المذكورة، معظمها في إسبانيا». موضحة أن «ألمانيا لم تعد وجهة طالبي اللجوء الأولى كما في الماضي، لتحتل المرتبة الثانية بـ 33,714 طلباً».

وكانت «إيسو» أعلنت عن انخفاض طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي بمقدار النصف تقريباً في مارس الماضي بسبب أزمة «كورونا»، وقيود الدخول التي تفرضها الدول لمكافحة الوباء.

وكان استطلاع في نفس الشهر أظهر أن 54 بالمائة من السويديين يريدون من الحكومة استقبال عدد أقل من اللاجئين، فيما سبق هذا الاستطلاع تصريح لوزير في الحكومة السويدية،