تجري تركيا محادثات للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا ، حيث تبحث إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن فرص جديدة في الدولة التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا للبحث عن الذهب الأسود والغاز كما تناقش أنقرة مجالات أخرى متعلقة بالطاقة ، مثل إنتاج الكهرباء. فبعد البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ، تتطلع أنقرة الآن إلى ليبيا فبتعلة دعمها لحكومة طرابلس في الصراعات القائمة بالبلاد، أظهرت في الآونة الأخيرة ، طموحاتها الحقيقية في شرق البحر الأبيض المتوسط (منطقة غنية بالغاز و مرغوبة من قبل الدول المجاورة).
وقال مسؤول كبير بوزارة الطاقة التركية في تصريح  لوكالة بلومبرغ الأمريكية، "نواصل الناقشات مع الحكومة الليبية وشركة النفط الوطنية الليبية بشأن الحقول البرية والبحرية للتنقيب عن النفط والغاز." وأضاف المسؤول ، شريطة عدم الكشف عن هويته،  "نحن أيضا نجري نقاشات معهم في مجالات أخرى تتعلق بالطاقة مثل إنتاج الكهرباء حيث لديهم احتياجات ضخمة للطاقة خاصة الكهرباء". كما تركز المحادثات ، حسب قوله ، على "تطوير شبكة للتوزيع وإمكانية تشغيل وبناء خطوط الأنابيب".


ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية وفيرة في إفريقيا ،والممزقة بصراعات الحرب و سطوة المرتزقة تسيل ثرواتها لعاب تركيا حيث وقعت أنقرة وحكومة الوفاق الوطني الليبي في تشرين الثاني 2019 اتفاقية لترسيم الحدود البحرية تستند إليها تركيا في مطالبتها بجرف قاري ممتد إلى حد كبير حيث تجري أبحاثا حول الغاز ما أثار استياء معظم الدول المطلة على شرق البحر الأبيض المتوسط ، ولا سيما اليونان وقبرص.
على الرغم من أن الأبحاث التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط لم تسفر عن أي اكتشافات كبيرة منذ إطلاقها في عام 2018 ،إلا أن أنقرة عقدت العزم على ترسيخ نفسها كلاعب رئيسي في هذا المجال ضد منافسيها الإقليميين سعيا منها للهروب من ملفاتها الداخلية الساخنة عبر التدخل في ليبيا، وإنقاذ الأوضاع الاقتصادية الداخلية المتردية من خلال النفط الليبي.
وأعلن أردوغان في 21 أغسطس ، أن تركيا اكتشفت حقلا للغاز الطبيعي في البحر الأسود باحتياطيات تقدر بنحو 320 مليار متر مكعب، وأن بلاده ستكثف أبحاثها في شرق البحر المتوسط أيضا. تستورد تركيا حاليًا 92٪ من احتياجاتها من النفط الخام و تقريبا كل احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وفقا لمسؤول وزارة الطاقة التركية.
وقال المسؤول بوزارة الطاقة أن الغاز المكتشف في البحر الأسود ، والذي تعتزم تركيا توزيعه اعتبارا من عام 2023 ، سيسمح لها ، عندما يكون إنتاجها في ذروته ، بتغطية 30٪ من احتياجاتها على مدى عدد من السنوات و "سيتعين علينا الاستمرار في استيراد 70٪ من احتياجاتنا، الاكتشاف في البحر الأسود كبير ، لكننا نحتاج إلى مزيد من الغاز".
رغم سعي الأطراف الليبية إلى حل عام للأزمات بالبلاد من خلال "حوار ليبي" جاد باتت تطفو حولة "بوادر تسوية" و تفاهم، تواصل تركيا تدخلها في الشأن الليبي و تكشف يوما بعد يوم عن  أطماعها و سعيها لاستغلال الثروات الليبية التي هي من حق الشعب الليبي دون سواها و التي هي أحد أسباب الصراع الذي يبحث الشعب عن توزيع عادل لها لتعود وتيرة الحياة إلى طبيعتها بعد سنوات معاناة و افتقار لأبسط مقومات العيش الكريم في بلد يملك أضخم إحتياطي نفط في إفريقيا و يغطي 80 % من إنتاجها المحلي مما يطرح تساؤلات عدة حول ما تخطط له أنقرة في ليبيا.
*من مقال بجريدة Capital الفرنسية