ضمن تحضيرات السلطات الجزائرية لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة الإسلامية 2015" دخلت عمليات ترميم المساجد العتيقة بالمحافظة الشرقية للبلاد ضمن استعدادات اللجان للحدث الثقافي والديني على حد السواء. فبالإضافة إلي جملة المشاريع التي تمت مباشرتها من طرف سلطات المحافظة بالتعاون مع وزارة الثقافة الوصية على الحدث جاء التعاون هذه المرة مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتكون بعض دور العبادة التي شيدت منذ زمن طويل ضمن أجندة الحدث.

ويعد تراث مدينة "قسنطية" أجمل بلدان الحوض المتوسط و إحدى أقدم المدن عبر العالم ذاغ بعد عربي إسلامي أندلسي أوربي في مزيج حضاري فريد جدا وتحتل فيه المراكز الدينية حيزا كبيرا  ومنه جاء البرنامج الخاص بإعادة تأهيل و تثمين مساجدها القديمة  و الزوايا المدينة العتيقة و الذي يتضمن برمجة ترميم 5 مساجد بالمدينة بينها مسجد "حسان باي" (حاكم المدينة في الحقبة العثمانية بين 1608-1622) إضافة إلى ترميم 9 زوايا.

و صرح وزير الأوقاف الجزائري ب"قسنطينة" عاصمة التظاهرة أن ذلك "يرقي صورة الجزائر وهويتها و ثقافتها و يسلط الضوء على أصالة الشعب الجزائري و هويته العربية الإسلامية".

وتحاول بذلك الجزائر إعطاء البعد الحقيقي لتاريخ و ثقافة بلدهم بالرغم من جميع محاولات محو الشخصية التي تعرض لها خاصة إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية (1830-1962) أين تمت محاربة كل ما يرمز إلى اللغة العربية والدين الإسلامي وكذا محاولات ضرب الهوية الجزائرية بانتهاج ما كان يعرف في السياسة الاستعمارية "فرق تسد".

 وقد سطرت اللجنة المنظمة للتظاهرة اياضا عملية طبع و إعادة طبع جميع مؤلفات الإمام "عبد الحميد بن باديس" رائد النهضة الجزائرية وابن مدينة الجسور المعلقة قسنطينة و كذا العلماء البارزين الذين عرفتهم المدينة عموما، وهذا في محاولة للتعريف بعديد المظاهر بالثقافة الجزائرية والتي تبقى غير معروفة في العالم العربي.