في الوقت الذى يواصل فيه الجيش الوطني الليبي تقدمه في عدة مواقع في العاصمة الليبية طرابلس،شنت القوات الموالية لحكومة الوفاق هجوما على مدينة ترهونة التي تبعد 88 كم جنوب شرقي العاصمة الليبية في محاولة للالتفاف خلف الجيش الليبي ولتخفيف الضغط على عناصرها المتراجعة في محاور القتال في طرابلس.

وشنت القوات الموالية لحكومة الوفاق هجوما مفاجئا على مدينة ترهونة التي تستخدمها قوات الجيش الوطني الليبي كقاعدة في غرب ليبيا في معارك طرابلس.وأعلنت عملية بركان الغضب تحقيق تقدم صباح اليوم السبت على مشارف الحدود الإدارية لمدينة ترهونة.ثم أعلن الناطق باسم قوات الوفاق محمد قنونو أن قواته قامت باقتحام معسكر الحواتم في مدينة ترهونة وألقت القبض على 12 عنصراً من قوات الجيش كما سيطرت على خمس آليات مسلحة.


مزاعم الناطق باسم قوات "الوفاق" محمد قنونو، رد عليها الجيش الوطني الليبي الذي أكد صد الهجوم وتكبيد قوات الوفاق والمرتزقة الأتراك خسائر كبيرة.وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب، القبض على 25 عنصرا من قوات الوفاق التي قامت بالهجوم على محور سوق الجمعة بمدينة ترهونة.

وقال المحجوب في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية، إن قوات الجيش تمكنت من "القبض على 25 عنصرا من المليشيات والمرتزقة المهاجمين لمحور سوق الجمعه ترهونه" مضيفا أن هناك عددا كبيرا من "الجثث على قارعة الطرق الزراعية بمنطقة الشريدات".وأشار المحجوب إلى "محاصرة مجموعة من الميليشيات بداخل سوق الجمعة ترهونة" لافتا لوجود "مفاوضات لتسليم انفسها وأسلحتها بعد أن تم دحر الهجوم".

من جانبه،قال المكتب الإعلامي للواء التاسع ترهونة التابع للجيش الليبي،إن قوات الجيش الليبي تمكنت من التصدي لمحاولة تقدم باتجاه ترهونة من محور القره بوللي، من جانب قوات الوفاق مدعومة بغطاء من الطيران التركي المسير.وأضاف المكتب الإعلامي، أنه بعد دعم قوات اللواء التاسع ترهونة بوحدات من الجيش، تم التصدي للهجوم وتكبيد قوات الوفاق خسائر كبيرة عبارة عن 13 آلية مسلحة، و33 عنصرا بين أسير وقتيل، مؤكداً استعادة قوات الجيش كافة التمركزات التي سبقت الهجوم.




تفاصيل الهجوم كشفها الضابط بشير ميلاد، بقوات اللواء التاسع التابع للجيش الليبي،الذي أكد إن الهجوم بدأ بثلاث طائرات تركية مسيرة، أسقتطها قوات الجيش لاحقا.ونقل موقع "ارم نيوز" الاخباري عن ميلاد قوله إن المواجهات دارت في مواقع تبعد عن مدينة ترهونة بحوالي 60 كيلو مترا، بين قوات الجيش وميليشيات مدعومة بمرتزقة سوريين وتشاديين، تحت غطاء الطيران التركي المسير.

وبعدما صد الجيش الهجوم، بدأ عملية مطاردة للمليشيات المنسحبة من ضواحي ترهونة، وذلك في محوري الزطارنة والقربوللي، وفق الضابط نفسه.وخلال الملاحقة، يقول الضابط ميلاد، إن قوات الجيش أسرت 25 عنصرا من ميليشيات مصراتة، وقتلت القيادي في صفوف المرتزقة المكني بـ"أبو فراس السوري"، وكذلك القائد الميداني محمود بن والي، التابع لميليشيات زليتن.

وتكتسب ترهونة  التي تبعد 88 كم جنوب شرقي العاصمة الليبية أهمية استراتيجية من قربها للعاصمة طرابلس وتعدادها السكاني الذي يقارب المليون نسمة إضافة إلى كونها أكبر المدن المؤيدة للجيش الليبي في عمليته لتطهير طرابلس من المليشيات والتنظيمات الإرهابية.وبعد أن باءت محاولتهم في استمالة مدينة ترهونة لسحب دعمها عن الجيش، يضغط الإسلاميون في اتجاه شن هجوم على المدينة التي تشارك بقوة في معركة تحرير طرابلس باللواء التاسع.

وسبق أن أكد المفتي المعزول الصادق الغرياني، المعروف بتصريحاته المحرّضة ضد الجيش الليبي والداعمة للإرهابيين،إن حسم المعركة يتطلب اجتياح ترهونة للقضاء على المفسدين، أعداء القرآن".على حد زعمه.وقال الغرياني في استضافة عبر برنامج "الإسلام والحياة" المذاع عبر قناته التناصح، إن "المدافعين عن طرابلس لن يتمكنوا من حسم المعركة ما لم يحسموا أمر ترهونة بالقضاء على من وصفهم بالعصابات المتواجدة فيها على غرار عملية غريان".

وزعم الاخواني خالد المشري،رئيس مجلس الدولة إنهم سيحتفلون قبل شهر رمضان بتحرير مدينة ترهونة وعديد المناطق حسب زعمه.وأوضح المشري في مداخلة سابقة مع قناة "ليبيا الأحرار" التي تبث من تركيا وتمولها دولة قطر، أن تقديراته جاءت وفقا للخطط العسكرية وأن تلك العمليات ستكون بأقل الخسائر بما يمكن من عودة عديد النازحين إلى مناطقهم، وفق قوله.



تصريح المشري قوبل بالاستنكار من مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة الذين أكدوا في بيان لهم،إن قبائل ترهونة المجاهدة لا تفكر في الموت إنما نفكر كيف نؤدي الواجب الوطني في الدفاع عن الأرض والشرف والعرض وإن اصطفافنا مع القوات المسلحة العربية الليبية لم يكن اصطفاف سياسة أو مصلحة ما إننا كنا ومازلنا مع جيشنا منذ أن تأسس.

وتابع:"أن ما يسمى المجلس الأعلى للدولة الذي يقوده عبد أردوغان المشري إن هذا المجلس هو وكر خاص لجماعة الإخوان المسلمين فقد صاغوا من خلاله قوانين الظلم والاقصاء وغزو المدن وليس غريبا على مجلس كهذا أن يصرح رئيسه بأنه سيحتفل في ترهونة في إشارة لغزوها وتدميرها مثل ما فعلوا وهم نفس الوجوه في تاورغاء وبني وليد وورشفانة وغريان وصبراتة وصرمان وزلطن".

وأكد البيان على أن قبائل ترهونة بمعية القبائل الليبية وجميع أفراد القوات المسلحة مستمرون في مهمتهم الوطنية في استعادة دولتهم المدنية الحقيقية التي تحترم فيها إرادة الشعب الليبي وتصان فيها كرامته وتبنى فيها مؤسساته وتنجز فيها استحقاقته السياسية والدستورية.وإختتم مشايخ وأعيان قبائل ترهونة بيانهم بالقول:"وبحول الله وقوته أولا ثم بعزائم الرجال ستكون ترهونة عصية كما كانت على عبد اردوغان وعصابته من الدواعش".

وتعد المليشيات الاخوانية بدعم من مرتزقة أردوغان للهجوم على ترهونة منذ أسبوع كامل، حيث حاصرت المدينة بقطع الخدمات، وغارات الطيران التركي المسير، إلا أن الجيش الوطني أسقط أمس طائرتين تركية مسيرة في محيط ترهونة.وأكد عضو مجلس النواب عن مدينة ترهونة د. محمد عامر العباني، في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية، إن أهالي وقوات ترهونة العسكرية استقبلوا قوات الوفاق كما استقبلوا الاحتلال العثماني والإيطالي في وقت سابق.



وكان  اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني، قد أعلن في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس، أن قوات الجيش الوطني تخوض حرباً ضد الجيش التركي بكامل قواته البرية والبحرية والجوية والإلكترونية، وشدد على ضرورة تدخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتحري الدقة فيما ينقل إليهم.

كما كشف المسماري النقاب عن "مشاركة عناصر من تنظيمي (القاعدة) و(داعش) الإرهابيين، وبعض الهاربين من بنغازي من ميليشيات (أنصار الشريعة) في الهجوم على صبراتة"، واتهم الميليشيات المسلحة بخطف عائلات بأكملها بقوة السلاح، قائلاً إن الهجوم "كان بقيادة تركية كاملة، وطائرات مسيرة، وأخرى للتشويش وسفن حربية"، موضحاً أن الميليشيات في صبراتة وصرمان "حرقت المنازل ومرافق الدولة، وسرقت أموال الزكاة".

ويأتي الهجوم على ترهونة، عقب سيطرة الجيش الوطني الليبي، على منطقة استراتيجية جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وفق ما أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي للجيش، العميد خالد المحجوب.وقال المحجوب في تصريحات إعلامية إن "القوات المسلحة حققت تقدما كبيرا في بوسليم، وتتعامل الآن مع قوات الوفاق وميليشياتها الإرهابية في غرب طرابلس".

ويرى مراقبون أن قوات الوفاق تحاول من خلال نقل المعركة الى ترهونة دفع اللواء التاسع، لسحب وحدات من قواته من محاور القتال جنوبي طرابلس للدفاع عن مدينته، ما سيضعف تمركزاته القوية في مطار طرابلس وفي مناطق قصر بن غشير، وعين زارة، ووادي الربيع، جنوبي العاصمة،وبذلك تخفف الضغط القائم على قواتها المتراجعة في عدة مواقع.




ونجح الجيش الليبي عقب صد الهجوم في تحقيق تقدمات جديدة من خلال السيطرة على مواقع عسكرية جديدة في مناطق مختلفة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وذلك عقب مواجهات عنيفة مع قوات حكومة الوفاق.وأفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، في منشور لها عبر "فيسبوك"، أن الوحدات العسكرية أحكمت السيطرة على مواقع جديدة بمحور عين زارة، منطقة القبايلية، جنوب طرابلس.

وتأتي هذه التطورات بينما كثفت أطراف دولية من تحركاتها بهدف وقف القتال بهدف مواجهة جائحة "كورونا" التي تهدد ليبيا والعالم بأسره.ويقول متابعون للشأن الليبي إن الإسلاميين وحلفائهم الأتراك يسابقون الزمن من أجل تحقيق نصر عسكري يسعى من خلاله تيار الاسلام السياسي المسيطر على العاصمة لتحسين موقعه في حالة جولة مفاوضات جديدة بما يضمن له اعادة التموقع من جديد وضمان بقاءه في المشهد الليبي.