لا يزال فيروس «كورونا» ممسكاً بخناق العالم، على الرغم من التقدّم الذي أحرزته معظم الدول في محاربته وتطويقه.

لقد خبر الناس سلوك «كوفيد 19» وطرق تفشيه فالتزموا بتعليمات السلطات بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات واتباع نصائح النظافة الشخصية، والصبر حتى التوصّل إلى لقاح يريح الناس من كابوس جثم على الصدور شهوراً.

تتسابق الدول في ماراثون الوصول إلى «اللقاح المنتظر»، فيما لا يزال الموعد لإنتاج لقاح فعّال غير معروف على وجه الدقة، ما بين قائلين بتوفره قبل نهاية العام، ومن يشيرون إلى أنّ الأمر يحتاج وقتاً قد يمتد إلى 18 شهراً.

ولعل أكثر اللقاحات المبشّرة والتي ينتظر إنتاجها في وقت قريب، لقاح تعمل «جامعة أوكسفورد» على تطويره، والذي وقّعت أربع دول أوروبية هي إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا عقداً مع الشركة يقضي بتزويد أوروبا بـ 400 مليون جرعة منه، بحيث تبدأ أولى عمليات تسليم الجرعات قبل نهاية العام الجاري.

وتعلّق الآمال أيضاً على لقاح إمبريال كوليدج، بعد أن خطف الأضواء إثر تحقيقه لنتائج إيجابية على الحيوانات، فيما أعلن البدء في إجراء التجارب بشرية على اللقاح، تشمل 300 شخص من المتطوعين في المملكة المتحدة.

كما تطوّر شركة كيورفاك الألمانية، لقاحاً واعداً والذي يتوقّع أن تظهر أولى النتائج التجريبية خلال شهرين، إذ ستكون أولى النتائج متاحة في سبتمبر أو أكتوبر، فيما قد يحصل العقار على الموافقة النهائية بحلول منتصف العام المقبل.

كما توصّل علماء جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية إلى لقاح يمكن لصقه على الجلد مثل ضمادة الجروح، وأصبح جاهزاً لبدء التجارب البشرية عليه.

ويشبه اللقاح الذي أطلق عليه اسم «بيتسبرغ لفيروس كورونافا»، ضمادة الجروح وفي حجم طابع البريد، ليتم استخدامه بسهولة بنفس طريقة استخدام الضمادة، فيما الفرق أنه سيحتوي على إبر صغيرة تذوب في الجلد.

واجتاز اللقاح اختبارات على الفئران، بينما تقدّم الباحثون بطلب لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، للحصول على الموافقة على بدء التجارب البشرية.

ولم تغب روسيا عن مسلسل البحث عن لقاح، إذ يطوّر مركز غاماليا للأوبئة والبيولوجيا المجهرية، لقاحاً بدأت التجارب السريرية عليه والتي من المنتظر أن تستغرق 45 يوماً.

ولعل من يعزّز الأمل، عمل شركة سينوفاك على تطوير لقاح تسببت جرعة منه في استجابة الأجسام المضادة في أكثر من 90 في المئة من المرضى.