نشرت مواقع جهادية على الانترنات تسجيلا صوتيا منسوبا لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش",تبنى فيها التنظيم الهجوم الارهابي الذي استهدف المتحف الوطني بتونس بضاحية باردو،أمس الاربعاء،و الذي أسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 20 سائحا من جنسيات أوروبية مختلفة.و أشار التسجيل الى كنية المهاجمين و هما أبو زكريا التونسي و أبو أنس التونسي.بالرغم من ادعاء تنظيم القاعدة أمس الاربعاء وقوفه خلف الحادثة.

وجاء في التسجيل، الذي لم يتسن التأكد من صدقيته، ونشرته صفحات مقربة من التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع تشارك الفيديوهات "يوتيوب": نقول للمرتدين القابعين على صدر تونس المسلمة أبشروا بما يسوؤكم (...) فإن ما رأيتموه اليوم أول الغيث لن تنعموا بأمن ولن تهنؤوا بسلام وفي الدّولة الإسلامية (داعش) رجال كهؤلاء لا ينامون على ضيم".

وأضاف المتحدث في التسجيل إنه "في غزوة مباركة يسر الله أسبابها على أحد أوكار الكفر والرذيلة في تونس المسلمة انطلق فارسان انغماسيان من فرسان دولة الخلافة وهما أبو زكريا التونسي وأبو أنس التونسي مدجيين بأسلحتهما الرشاشة وقنابل يدوية مستهدفين مَتحف باردو الذي يقع في المربع الأمني للبرلمان التونسي، فأدخل الله الرعب في قلب الكفار وتمكن الأخوان من حصار مجموعة خبيثة من رعايا الدول الصليبية الذين غرهم المرتدون فزينوا لهم أرض تونس لتكون مرتعا لكفرهم وفجورهم."

وأضاف التّسجيل أن "العملية الانغماسية (انتحارية) المباركة أدّت إلى قتل وإصابة العشرات من الصليبيين والمرتديين ولم تجرؤ قوات الأمن الخائبة على الاقتراب إلا بعد نفاذ ذخيرة البطلين الذين نسأل الله أن يتقبلهما من الشهداء".

هذا و أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، اليوم الخميس، إيقاف 4 عناصر على علاقة مباشرة بهجوم متحف باردو، وإيقاف خمسة آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الخلية.وقال رئيس الحكومة، خلال اجتماع للمجلس الأعلى للجيوش الثلاث (البر والبحر والجو)، والمجلس الأعلى للأمن الدّاخلي، إن "قوات الأمن تمكنت من إيقاف 4 عناصر على علاقة مباشرة بهجوم متحف باردو الذّي وقع بالأمس وتمت السيطرة عليه في ظرف ساعتين وإيقاف خمسة آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الخلية وذلك بجهة داخلية (منطقة محلية لم يحددها)"، بحسب بيان لرئاسة الحكومة.

من جانبه قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، خلالَ ترؤسه للمجلس الأعلى للجيوش الثلاث، والمجلس الأعلى للأمن الدّاخلي، إن "تونس تعيش حالة استنفار وأن كل من يتكلم على الأوضاع الحالية فإنه يتكلم عن حرب فإن لم تكن حربا بصفة قانونية فهي حرب بصفة فعلية".ووفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية تلقت الأناضول نسخة منه، أضاف السبسي أن "هناك تنسيقا بين كل أجهزة الدّولة سواء كانت في الجيش أو في الداخلية، وأن هذا التنسيق يجب أن يستمر".

وبحسب السبسي، فإنه لأول مرة يجتمع المجلس الأعلى للجيوش الثلاث، والمجلس الآعلى للأمن، وذلك بحضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد، وفرحات الحرشاني وزير الدفاع الوطني، وناجم الغرسلي وزير الداخلية، وكبار المسؤولين في الأسلاك العسكرية والأمنية.وبحسب بيان للرئاسة التونسية، فقد أكد رئيس الدولة أن "تونس تعيش أوضاعا إستثنائية استوجبت هذا الاجتماع الجامع بين مجلسي الجيش والأمن الداخلي، بعد أن شهدت تحولا نوعيا في العمليات الإرهابية من الجبال إلى المدن وهو أمر يستوجب تعبئة عامة وحالة استنفار تفرضها ظروف البلاد وتتطلب توخي سياسة أمنية استثنائية".

وقد أسفر هذا الاجتماع الاستثنائي عن جملة من الإجراءات التي تتمثل في "تدعيم التنسيق بين قيادات الجيش والأمن بمختلف القوات والأسلاك ومراجعة منظومة تأمين الحدود وتوفير الامكانيات لقوات الأمن والجيش التي تساعدهم على العمل ليلا والقيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش وتوفير الدعم اللوجستي لمختلف الأسلاك والقوات".وأضاف: " فضلا عن مراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية وتطوير الهيكلة وطرق العمل على مستوى وزارة الداخلية ومراجعة الميزانية التكميلية بهدف تخصيص نسبة أوفر لتجهيزات قوات الجيش والأمن وتشريك المواطن في المنظومة الأمنية."

ووفق بيان آخر صادر عن رئاسة الحكومة فقد قام رئيس الحكومة بجولة تفقدية فجر اليوم الخميس، رفقة وزير الداخلية، للوحدات الأمنية المنتشرة في تونس العاصمة وفي محيطها وخاصة في منافذ الدخول إلى العاصمة والخروج منها."واطّلع رئيس الحكومة على ظروف عمل رجال الأمن ومدى جاهزيتهم، معبرا لهم عن تشجيعه، وحاثا إياهم على مزيد اليقظة والتفاني لحماية أمن المواطنين والوطن.وبحسب وزارة الصحة، فقد ارتفعت حصيلة قتلى هجوم باردو إلى 23 قتيلا من بينهم 20 سائحا ومنفذي العملية ورجل شرطة بالإضافة إلى 47 جريحا.