تصاعدت حدة التوتر في ليبيا اثر سيطرة تحالف ميليشيات على مطار طرابلس بعد شهر من القتال. واستولت ميليشيات اسلامية من مصراتة وغيرها من المدن على المطار من ميليشيا الزنتان التي تسيطر عليه منذ ثلاثة اعوام. وأعلن مجلس النواب الليبي الميليشيا المسلحة التي أعلنت سيطرتها على مطار طرابلس الدولي وميليشيات أخرى جماعات إرهابية خارجة عن القانون. وقال المجلس في بيان إن الجماعات التي تحمل اسم "فجر ليبيا" وأنصار الشريعة" و"مجلس شورى ثوار بنغازي" هي جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة، وهي هدف مشروع للجيش الليبي. وذكر بيان المجلس أن "هذه حرب بين الدولة الليبية ومؤسسات الدولة بقياة أبناء وجنود وضباط الجيش في مواجهة الجماعات الارهابية الخارجة على القانون". واتهمت "فجر ليبيا" حكومتي مصر والإمارات بالضلوع في قصف جوي السبت أسفر عن مقتل 10 مسلحين على الأقل وإصابة آخرين بحسب وكالة الأنباء الليبية. ومن جانبها، نفت الخارجية المصرية ما تناولته عدد من وسائل الإعلام حول قيام طائرات عسكرية مصرية بقصف مواقع تسيطر عليها ميليشيات عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدة أن هذه الأنباء "عارية تماماً عن الصحة ولا أساس لها"، حسبما قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية. وقال المتحدث باسم "عملية فجر ليبيا" إن البرلمان الحالي غير قانوني ودعا إلى عودة البرلمان السابق المؤتمر الوطني الليبي العام. وتقول رنا جواد مراسلة بي بي سي في طرابلس إنه توجد ثمة تقارير غير مؤكدة عن استمرار المعارك بين الميليشيات المتناحرة على مشارف المدينة، ويمكن سماع دوي انفجارات. ورفضت كتائب مصراتة مجلس النواب الجديد الذي حقق فيه الليبراليون والنواب الداعون لنظام اتحادي نتائج طيبة. وسقطت ليبيا في هوة النزاع بين الميليشيات المتناحرة التي ساهمت في انتفاضة عام 2011 ضد العقيد معمر القذافي. وقتل المئات في الزيادة الاخيرة في اعمال العنف. وقال تحالف الميليشيات، الذي يضم مسلحين اسلاميين وغيرهم من مدينة مصراتة، إنه يسيطر على المطار عللى الرغم من استهدافه بهجمات جوية من جهة غير معلومة للمرة الثانية الاسبوع الجاري.

ويعد سقوط المطار في يد تحالف الميليشيات انتكاسة لميليشيا الزنتان، حليفة الجنرال المنشق خليفة حفتر، الذي شن حملة في وفت سابق من العام الحالي ضم ما اسماه بـ "الحكومة التي يسيطر عليها الاسلاميين". وكانت ميليشيا الزنتان تسيطر على المطار منذ نحو ثلاثة اعوام. وبعيد ذلك أعلن البرلمان، الذي يتخذ من طبرق مقرا له لأن طرابلس وبنغازي تكادان ان تكونا خارج سيطرة الحكومة، أن الميليشيا المنتصرة المسيطرة على المطار جماعة ارهابية. ولم يشتمل التصريح على اي انتقاد لميليشيا الزنتان التي يعتقد انها انسحبت من طرابلس. وتقول جواد إن عدم ذكر ميليشيا الزنتان في قرار البرلمان يعني أنه يريدها ضمن خطة اوسع. ويرى مراقبون أن شبكة ليبيا المعقدة من الميليشيات تعمل تحت شعار "عدو عدوي صديقي". وتغيرت ولاءات وتحالفات الميليشيات والاحزاب السياسية في ليبيا خلال العامين الماضيين. ويقول مراسلونا إن الامر ليس معركة واضحة محددة المعالم بين الاسلاميين والقوى الوطنية لأن بعض الميليشيات تقاتل في المقام الاول للحفاظ على وجودها ولزيادة نفوذها. وفر الآلاف من ديارهم للفرار من العنف. وبعد أكثر من ثلاثة سنوات من الاطاحة بالقذافي وقتله، ما زال الجيش والشرطة في ليبيا يعانيان من الضعف مقارنة بالميليشيات التي تسيطر على مناطق كبيرة في البلاد.

 

 

*نقلا عن بي بي سي العربية