ساهمت تركيا في إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي،منذ ذلك الحين راهنت على أذرعها الإسلامية لتحقيق أطماعها في البلاد.

إلا أن العلاقات التركية مع الجيش الليبي لم تعرف الهدوء حيث تصاعد التوتر بين الطرفين في الآونية الأخيرة حيث يتزامن ذلك مع إطلاق الجيش الليبي لعملية تحرير طرابلس من سطوة الميليشيات.

واتهمت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية تركيا بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للعناصر الارهابية، وذلك في خضم الحرب الدائرة على الإرهاب على الأراضي الليبية.

وأشارت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إلى أن تركيا تدخلت بشكل مباشر باستخدام الطائرات الحربية ونقل المرتزقة وارسال السفن المحملة بالأسلحة والمدرعات والذخائر لدعم الإرهاب في ليبيا .

وأوضحت قيادة الجيش الليبي أنها أصدرت الأوامر للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب التركية داخل المياه الإقليمية؛ مطالبة الحكومة الليبية المؤقتة طرد كافه الشركات التركية العاملة في ليبيا وانهاء أعمالها في كافة المشروعات على الأراضي الليبية ؛ومقاطعة الصناعات والمنتجات التركية وإيقاف الرحلات الجوية المدنية (من وإلى) تركيا إلى المطارات الليبية ردا على هذا العدوان التركي الإرهابي.

في نفس الإطار،أعلن الجيش الوطني الليبي، اليوم الجمعة، إسقاط طائرة بدون طيار تركية في طريق المطار إثر محاولتها استهداف مواقع الجيش الليبي.

وذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي أن القوات المسلحة الليبية بقيادة خليفة حفتر تواصل تقدمها باتجاه العاصمة طرابلس، وتسيطر على مواقع جديدة في منطقة عين زارة، وتم إسقاط طائرة بدون طيار تركية مسيرة في طريق المطار حاولت استهداف مواقع للجيش الليبي.

ونفت غرفة عمليات الكرامة صحة الأخبار المتداولة حول أي تقدم للمجموعات المسلحة في المنطقة.

وقال المسماري في مؤتمر صحفي: "منذ ليلة الأمس، تعرضت سيادة الأراضي الليبية لاعتداءات تركية غير شرعية أدت إلى أعمال تدميرية"، لافتا إلى أنه ونتيجة لذلك فإن "أهدافا مثل الشركات والمقرات والمشاريع التي تعود للحكومة التركية ستعتبر كلها أهدافا شرعية للقوات المسلحة الليبية".

وأضاف المسماري قائلا: "كل الرحلات الجوية من وإلى تركيا سيتم تعليقها وسيتم اعتقال كل الأتراك على الأراضي الليبية".

وأردف المسماري أن الجيش الوطني الليبي سيسقط "مشروع تنظيم الإخوان الإرهابي" في البلاد، مشيرا إلى أن القوات ستقتحم مدينة غريان وسنواصل تدمير قدرات "الميليشيات" في إشارة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني بالعاصمة طرابلس.

وتسيّر شركات ليبية رحلات جوية منتظمة الى تركيا انطلاقا من مطارَي معيتيقة في طرابلس ومصراتة (غرب).

ولم يوضح المسماري كيف ستتمكن قواته من فرض حظر طيران في منطقة غير خاضعة لسيطرتها. واتّهم أنقرة بالتدخّل "في المعركة مباشرةً: بجنودها وطائراتها وسفنها". ووفقًا له، فإنّ إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني عبر البحر المتوسط.

ميدانيا، أكد المسماري أن قوات الجيش الليبي "ستقتحم مدينة غريان وستواصل تدمير قدرات الميليشيات فيها"، مشيرا إلى أن "الجيش يتصدى لمحاولة ميليشيات طرابلس التقدم نحو منطقة السبيعة".

وقد دعم مجلس النواب الليبي والحكومة الليبية المؤقتة وسياسيون وحقوقيون ليبيون قرارات الجيش الوطني الليبي بالتصدي والاستهداف المباشر للأهداف التركية في ليبيا بعد دعمها الصريح والواضح للإرهابيين.

وأعلن الجيش الوطني الليبي اتخاذ حزمة إجراءات رادعة ضد التدخل التركي في العاصمة طرابلس، والذي أسفر عن تخريب كبير وقتلى في صفوف المدنيين وتوفير الغطاء لجريمة غريان.

أكد الدكتور محمد عامر العباني عضو مجلس النواب الليبي أن قرارات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير أركان حرب خليفة حفتر، باستهداف الطائرات والسفن التركية في الأجواء والمياه الإقليمية الليبية، مشروعة ومهمة في إطار العمليات الحربية الدائرة في البلاد.

وأوضح العباني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الاستهداف المباشر للطائرات والسفن والمصالح التركية في ليبيا هي من أعمال الدفاع عن النفس، بعد إعلان تركيا الدعم المباشر للإرهابيين.

وأشار العباني إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو راعي الإرهاب الرئيسي في ليبيا وقد أعلن دعمه المباشر واللامحدود للمليشيات الخارجة على القانون.

وتعتبر غريان القاعدة الخلفية الرئيسية للجيش الليبي في معاركه جنوب العاصمة، وهو كان دخلها في أبريل (نيسان) الماضي، من دون إطلاق أي رصاصة. إذ تمثل نقطة الاتصال بين مدن الغرب والجنوب، وتشرف على طرق الإمداد وتتصل من جهة أخرى بقاعدة الوطية الجوية (140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس). وهي أهمية لا تمتلكها مدينة ترهونة الواقعة إلى الجنوب الشرقي للعاصمة، التي ما تزال تحت سيطرة قوات الجيش الليبي.

في هذا الصدد،يرى مراقبون أن هذا التحرك للجيش تجاه تركيا لها دلالات مهمة،حيث أن هذا التحرك يعبر عن عملية طرابلس بما حققته من تقدم أصبحت تحظى بدعم غير صريح من القوى الغربية و أن حفتر أمسى أكثر أهمية في مستقبل العملية السياسية في ليبيا فضلا عن أن تركيا بعد الهزيمة الكبيرة لحزب أردوغان في بلديات اسطنبول و ضعف أعضادها في المنطقة جعل تأثيرها يضعف في المنطقة.