تشهد معظم المدن الليبية منذ السابع من شهر فبراير المنصرم وبالتزامن مع نهاية فترة ولاية المؤتمر الوطني العام حراكاً شعبياً متصاعداً للمطالبة بحل المؤتمر الوطني و العمل على حل المشاكل التي يعانيها المواطن الليبي بعودة مؤسسات الدولة و ضبط الأمن و الخروج من موجة الفوضى و الإنفلات الأمني الذي أصبح السمة السائدة و المقترنة باسم ليبيا.
وأخذ حراك لا للتمديد على عاتقه السعي بالتظاهر السلمي و الاعتصام أمام المؤتمر الوطني حتى تلبية المطالب الشعبية والذي استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع دون أي ردة فعل تذكر من المؤتمر باستثناء تقديم بعض الأعضاء استقالاتهم ، الأمر الذي جعل من بعض المعتصمين يقررون اقتحام مقر المؤتمر الوطني مساء الأحد، ما نتج عنه إصابة بعض الأعضاء الذين اشتبكوا مع المقتحمين، وقد لقت عملية الاقتحام للمؤتمر تجاوباً شعبياً بخروج مظاهرات تأييد في عدد من المدن الليبية و بيانات التأييد من بعض المجالس الاجتماعية للقبائل في مختلف المناطق.
وتباينت ردة فعل السياسيين والنشطاء و المثقفين حسب انتماءاتهم إلا أنها في الغالب اتفقت على ضرورة الانضمام لهذا الحراك الذي يأتي تلبية للمطالب الشعبية التي تمثل غالبية الشعب الليبي، فقد تحدث الإعلامي حسن الامين العضو المستقيل من المؤتمر الوطني في اتصال هاتفي بأحد البرامج التلفزيونية خصص لمناقشة موضوع حراك لا للتمديد قائلاً: البلد في حاجة للهدؤ للخروج من هذا المأزق السياسي في وجود عدة أطراف متناقضة بمختلف انتماءتها خاصة المجموعات الإجرامية التي من مصلحتها أن تستمر الفوضى و ألا تقوم الدولة ، ومن مصلحتها عدم بناء الجيش و الشرطة، وهناك من يحاول التوجيه للالتفاف حول أشخاص معينين، و هذا اتجاه خاطئ فلابد أن يكون الجميع ضمن الحراك الشعبي السلمي لإن البلد لم تعد تحتمل دماء أكثر مما حدث، فالعنف مرفوض من كل الأطراف و يجب الانتباه لمن يريد جرنا للعنف بتأليب طرف على آخر، و نحن نعول على وعي قادة حراك لا للتمديد الذين نفتخر بهم في التقيد بالعمل السياسي السلمي .
أما رئيس حزب القمة الليبي عبدالله ناكر فإنه يرى أن ليبيا اليوم لا يوجد بها مسؤول يقوم بعمله لا في الحكومة ولا في المؤتمر و كل البارزين الآن في الساحة السياسية اليوم هم من مزدوجي الجنسية الذين جاءوا لاقتسام الكعكة المتمثلة في المناصب و المكاسب في حين الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في ثروات البلاد يبقى هو الضحية دائماً، أما هؤلاء مرتزقة محسوبين على دول نعرفها جيداً مثل قطر وغيرها و هم بالتالي كل اهتمامهم هو تنفيذ مخططات أجنبية فلا ولاء لهم لليبيا.
و لكن الشعب أصبح واعي و خير دليل الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد و الذي تمكن من إنهاء المؤتمر المنتهي الصلاحية، و الدور القادم سيكون على أصحاب الإسلام السياسي الظلاميين الذين يقومون بالتفجيرات و الاغتيالات يومياً في مدن الشرق الليبي هؤلاء يحركهم مجموعة من الأدعياء الذين يلبسون ثوب "الثوار" أمثال الصلابي و بن حميد و غيرهم .
وحل مشكلة ليبيا لن يكون إلا في يد الحكماء الوطنيين المقدرين من الجميع لإن مجتمعنا مترابط اجتماعياً، فلو ألتقى شيوخ القبائل و الأعيان و قالوا كلمتهم سوف يستمع إليهم الجميع و سيكون الحل المقدم منهم يرضي الجميع، وأنا أدعوا كل الليبيين الوطنيين الانضمام لخارطة طريق واحدة تخرج بالبلاد لبر الآمان.