شارك آلاف المحتجين في مسيرات بواشنطن يوم السبت مع دخول المظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة للتنديد بوفاة رجل أسود خلال احتجازه يومها الثاني عشر كما تحرك مسؤولون لتقييد الأساليب التي تتبعها الشرطة.
وتوفي جورج فلويد (46 عاما) في 25 مايو أيار بعد أن ضغط شرطي بركبته على عنقه لتسع دقائق تقريبا في مدينة منيابوليس.
وأشعل مقتل فلويد احتجاجات ضد العنصرية ووحشية الشرطة في مختلف المدن الأمريكية وبعض المدن حول العالم.
ووجه بعض النشطاء دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة مليون شخص في مسيرة يوم السبت في واشنطن. وتوقعت وسائل إعلام محلية مشاركة عشرات الآلاف في المسيرة.
وقال ديلونو كارول (27 عاما) أمام نصب لينكولن التذكاري إنه جاء للمشاركة في المظاهرة لأنه ”ببساطة لا يستطيع“ الجلوس والاكتفاء بمشاهدة ما يجري.
وقال مصور من رويترز إن مئات من أفراد الجيش نزلوا من حافلات بالزي العسكري عند البيت الأبيض في وقت سابق يوم السبت مضيفا أن سيارات عسكرية كانت تصطف في شوارع المدينة.
واحتشدت مجموعات من المحتجين حول المدينة قبل تجمعها قرب البيت الأبيض.
وردد مئات المتظاهرين عبارات ”ارفعوا أياديكم ولا تطلقوا النار!“ و ”نتظاهر من أجل الأمل وليس الكراهية“ و ”لا استطيع التنفس“.
وارتبطت آخر عبارة باحتجاجات في نيويورك عام 2014 عندما توفي إريك جارنر في مركز احتجاز للشرطة بعدما استخدم ضابط طريقة محظورة للضغط على رقبته. وجارنر وفلويد اسمان في قائمة طويلة من رجال ونساء من السود قتلهم ضباط بيض.
وكان كثير من المحتجين في واشنطن من البيض. وقال مايكل دروموند (40 عاما) وهو موظف بالحكومة ”بصفتي رجل أبيض أنا مستفيد من الوضع الراهن ... لذا فإن عدم مشاركتي (في الاحتجاج) والعمل على تفكيك العنصرية الراسخة يجعلني متواطئا“.
وشارك آلاف من المحتجين في مظاهرات بأنحاء أوروبا وفي استراليا ونظمت مظاهرات شارك فيها مئات في طوكيو وسول دعما للاحتجاجات في أمريكا.
وشهدت مدن ميامي وفيلادلفيا ونيويورك مظاهرات يوم السبت أيضا.
وتبنت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة دعوات وشعارات المتظاهرين، الذين أغضبهم موت فلويد على أيدي شرطة منيابوليس، وطالبوا بإصلاحات في جهاز الشرطة وذلك مع استمرار التوتر في عدد من المدن الأمريكية الكبرى.
وفي العاصمة، حيث تبادلت موريل باوزر رئيسة بلدية واشنطن التصريحات الحادة مع الرئيس دونالد ترامب بشأن أسلوب تعامله الفظ أحيانا مع الاحتجاجات والمسيرات في المدينة، كُتب شعار (بلاك لايفز ماتر) أو ”حياة السود مهمة“ بأحرف صفراء عملاقة على أرض الشارع المؤدي للبيت الأبيض.
أما في منيابوليس حيث توفي فلويد فقد أيدت قيادات ديمقراطية في تصويت بالمدينة منع استخدام أسلوب تقييد المشتبه بهم باستخدام الركبة أو أوضاع الخنق، لكن الأمر يحتاج إلى موافقة قضائية قبل سريانه.
وقال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وهو ديمقراطي أيضا، إنه سيمنع وكالة تدريب قوات الشرطة في الولاية من تعليم أفرادها طريقة تقييد المشتبه بهم التي تعتمد على الضغط على الشريان السباتي في الرقبة.
كما قال آندرو كومو حاكم ولاية نيويورك إن على ولايته أن تقود المساعي التي تستهدف إقرار إصلاحات تتضمن إتاحة الاطلاع على سجلات تأديب أفراد الشرطة وحظر وسائل التقييد بالخنق.
وأضاف كومو، وهو ديمقراطي أيضا، في بيان ”موت السيد فلويد كان نقطة تحول... الناس يقولون كفى.. يجب أن نتغير“.
ووسط اتهامات في أنحاء البلاد باستخدام الشرطة القوة المفرطة خلال الاحتجات المستمرة، أمر قاض اتحادي شرطة مدينة دنفر بالكف عن استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وأدوات القوة الأخرى ”الأقل فتكا“ مثل قنابل الصوت ضد المحتجين في المدينة.
يأتي القرار بعد دعوى قضائية أقامها محتجون. وقال متحدث باسم شرطة دنفر إن قوات الأمن ستلتزم بقرار القاضي.