الحاج مصطفى القروي شيخ جزيرة فروه  في أربعينيات القرن الماضي ينحدر من قبيلة أولاد عيسى إحدى أكبر وأعرق القبائل بمدينة زواره

قضى الشيخ القروي معظم حياته في جزيرة فروة الواقعة قرب زواره وتحديدا قبالة قرية أبي كماش، وكان بحارا مشهورا، ولعب دورا بارزا في حركة النضال والجهاد ضد الدول الاستعمارية في شمال افريقيا

الشيخ القروي والحبيب بورقيبة

من أبرز مواقف الشيخ القروي النضالية ضد الاستعمار الفرنسي لتونس استقباله ودعمه للزعيم التونسي الحبيب بورقيبة في جريرة فروة إبان فترة النضال والكفاح ضد المستعمر الفرنسي لتنال تونس استقلالها

في ابريل عام 1945 وصل الحبيب بورقيبة وعدد من رفاقه إلى جزيرة فروة عبر مركب بحري قادما من جزيرة قرقنا التونسية متخفين من القوات الفرنسية في تونس والقوات الايطالية في ليبيا وذلك على متن مركب بحري يقوده الرايس الزاهي حيث مكثوا في نقطه حدودية فاصلة بين ليبيا وتونس قرب جزيرة فروه، وتسلل أحد مرافقي الحبيب بورقيبة ويدعى "محمد العون" لشاطئ فروه ، وتوجه إلى منزل مصطفى القروي شيخ جزيرة فروه حينها ، وبعد التشاور حول النزول في الجزيرة، عاد "العون" إلى المركب ناقلا رسالة الحاج مصطفى إلى الحبيب بورقيبة ابلغه أن الجزيرة غير آمنه وطالبه بالعودة إلى نقطة أكثر أمنا والانتظار إلى مساء اليوم التالي حتى يغادر رجال الشرطة الموجودين حينها في الجزيرة

وفي اليوم التالي وصل الحبيب بورقيبة مع مرافقيه إلى جزيرة فروه وكان الشيخ مصطفى القروي في استقباله وكان الشيخ "القروي" مسؤولا عن تنقلات "بورقيبة" بعدما عرف أنه احد المناضلين من أجل استقلال تونس، وقام بالتنسيق لبورقيبة في رحلته إلى مصر للبحث عن دعم لقضيته هناك

فقد أرسل الشيخ مصطفى القروي أحد أعوانه المخلصين لمرافقة الحبيب بورقيبة عند دخوله إلى منطقة تيبودا ، وهى منطقة تقع على شاطئ البحر قرب زواره، حيث لبس "ابورقيبة" لباسا شعبيا ليبيا حتى لا ينكشف أمره وعندما وصل منطقة تيبودا ضل تحت حماية عائلة الطوينيين في المنطقة، حتى أوصلوه إلى طرابلس واستكمل مسيرة رحلته إلى مصر من هناك

وكانت جزيرة فروه وابي كماش أحد المواقع التي لعبت دورا كبيرا في الجهاد الليبي سواء في الاحتلال التركي أو الغزو الايطالي لليبيا، حيث كانت تلك المواقع مصدر تمويل وعبور إمدادات الأسلحة والتموين للمجاهدين في الاتجاهين الشرقي والغربي حيث الاتجاه الشرقي كان بداية الغزو الايطالي، وبعد الاستقلال في الاتجاه الغربي لدعم الجهاد في تونس والجزائر حتى اوآخر  الخمسينات من القرن الماضي.