تستعد الأسر في مدينة زوارة كغيرها من المدن الليبية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، فرغم الظروف المادية التي يمر بها العديد ولنقل جل هذه الأسر لانعدام
السيولة في المصارف، إلا أن هذه العائلات تحاول أن لاتتخلى عن عاداتها وتقاليدها في استقبال هذا العيد الديني، الذي له وضع خاص لذي المسلمين لكونه يحتوى على إحدى أهم شعائر الإسلام ( حج بيت الله ) .
وتبدأ الاستعدادات قبل أيام عديدة من العيد ، حيث يجتمع أفراد الأسرة المركبة والتي تتكون في اغلب الأحيان من الجد والأعمام والأحفاد وقد تصل إلى عدد عشرة من الأسر ، ويتفقون على نوع الأضحية التي سيتم شراؤها سواء كانت من الخراف أو البقر أو الإبل ، ورغم أنه في السنوات الأخيرة قل شراء الأبقار والإبل نظرا لارتفاع أسعارها والتي تصل إلىعشرة الآلاف دينار أو أكثر .
فيذهب الرجال لشراء الأضحية ومعهم الأطفال وفرحتهم عارمة والبهجة تملأ وجوههم وهم يختارون أضحيتهم ، وخلال هذه الأيام تقوم النساء بإعداد الحلويات والمرطبات بشتى أنواعها وأيضا العديد من أنواع السلطات التى ستقدم مع وجبات المشاوى ، ويأتي يوم عرفة والذي يصوم فيه معظم أفراد العائلة ، ونسمع فى ذاك الوقت بالمساجد أصوات التكبير ، وبعد صلاة الظهر يذهب الرجال للتسوق وخاصة لاستكمال ما تبقى من النواقص والتركيز يكون حينها على المواد الغذائية وخاصة الخضار (( مكونات الأكلة الشعبية المشهورة في عيد الأضحى الا وهى العصبان .
يوم العيد يذهب الجميع للمصلى لأداء صلاة العيد ـ وبعد الصلاة يتصافح الجميع مهنئين بعضهم البعض بقدوم هذا العيد العظيم ، ثم يتفرقون حيث سيذهب الجميع لذبح الاضاحى ،
وتبدأ مراسم الذبح بإعداد مكان خاص للذبح وإعداد السكاكين الخاصة لذلك ، ونجد الأطفال وهم في قمة السعادة وتستمع لتعليقاتهم وضحكاتهم البريئة التي تزيد رونقا لهذه المناسبة الدينية العظيمة ، ونجد فى كل عائلة هناك شخص يقوم بالذبح وعلى الطريقة الإسلامية ، أما من أضحيته بقر أو إبل يقوم بالاستعانة بجزار ليقوم بهذه المهمة ، وبعد الذبح تبدأ الحفلة التي ينتظرها الجميع وخاصة الأطفال ، حفلة الشواء والتفنن يبدا من هنا ، حيث التشكيلات من السلطات والتي تتماشى مع المشاوى وأيضا المشروبات الغازية والعصائر ، وعادة عملية الشواء يقوم بهاء شخص تكون له الخبرة فى ذلك ، ليستمتع الجميع بهذه الجلسة التى تجمع أفراد العائلة الكبيرة ، وتستمر البهجة بين الجميع ويكون السمر والضحك عنوان هذه الجلسات العائلية .
في الظهيرة يأتي موعد الغداء والتي عادة تكون أكلة البازين ، بالإضافة لوجبة أخرى يكون اللحم عنصرها الاساسى وهى القلاية وهناك من يتفنن ويصنع وجبة شواء تسمى البورديم ، كلها وجبات دسمة ولكنها تجمع العائلات حولها لتنسيهم هموم ومشاغل الحياة ولو ليوم او اثنين
بعد وجبة الغداء يتم التجهيز لجلسة عائلية مسائية يتناول فيها الجميع الشاي والقهوة وبعد ذلك تستعد النساء لتجهيز لوجبة العيد وهى العصبان وخلال هذه الفترة المسائية يستقل المعيدين من الأهلوالأحباب ليشاركوا العائلات فرحتهم من خلال الاحتفاء بهم وتقديم مالذ وطاب من المشاوى والحلويات .
وياتى موعد العشاء ليتناول الجميع وجبة العصبان وسط جو عائلي سعيد في اليوم الثاني تلتقي العائلات لتكون الجلسة على وجبة غذاء تعتبر من عادات المدينة وهى كسكسى باللحم والعصبان وتعتبر من الأمور الأساسية في أيام العيد ، وهناك عادة حميدة بالمدينة وهى تبادل الوجبات بين الجيران رغم أن الجميع ذبح إلا أن احدى أهم العادات هي أن يتم تبادل الوجبات بين الجيران كنوعمن الود والتواصل وفيها أيضا نوع من إبراز المواهب في الطبخ وخاصة للعصبان ، بعد وجبة الغذاء تتفرق العائلات وتتوجه كل عائلة إلى أقاربها لتهنئهم بالعيد وخاصة النساء تتوجه إلى بيوت أهلها ولتذوقهم ما صنعت في منزلها ومع أهل زوجها ، في اليوم الثالث والأخير من أيام عيد الأضحى المبارك تعتبر وجبة الغذاء مميزة ولا يخلوا بيت الا وتكون على وجبة الغذاء ( الفاصوليا ) هي وجبة غذاء اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى ، وخلال أيام العيد الثلاثة من كانت أضحيته عجل أو ابل يكون القديد قد استوي وجاهز للقلي وتستعد النساء لهذا اليوم وهى قلى القديد ليتحول إلى (( القرقوش ) ليخزن ويستمر إلى سنوات ولن يفسد وتستمر العائلة بالتلذذ به واستخدامه في عدة أكلات منها وجبة المقطع ، أو العصيدة فى الصباح أو وجبة الشكشوكة ، أو حتى لوحده ليكون من ابرز واهم ما يبقى مع المواطن للسنة القادمة .
وهكذا تنتهي أيام العيد المباركة واهم ما يميزها الاجتماع العائلي الكبير ولأيام تكون المحبة والود هي العنوان .