اكتسبت حبوب أو أدوية حرق الدهون انتشار واسع وكبير بين الناس مؤخراً، ويُعتقد أنها توفر حلّ سحري ونهائي للسمنة والوزن الزائد. لكن هي فعلا مفيدة أو صحية؟ ما مبدأ عملها؟ وهل عليك تناولها؟ تعرف إلى كل هذا والمزيد في هذه المقالة.
لكن قبل أن نكمل في هذا الموضوع، من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد على الإطلاق حل سريع جداً وسحري يمكنه القضاء على مشاكلك مع الدهون المتراكمة. فحبوب التنحيف تعتبر مكمل أو مساعد إلى جانب الحمية وجدول التمارين المناسبين.

ما هو مبدأ عمل حبوب حرق الدهون؟
تعمل هذه الحبوب بعدّة طرق، فمنها ما يعمل على منع امتصاص الدهون من الأطعمة، أو صدّ الشهيّة، أو تحسين استخدام الدهون كمصدر للطاقة في الجسم، أو زيادة حرق السعرات واخراجها على شكل حرارة من الجسم (رفع معدل الأيض في الجسم). وبهذه الطرق تساعد على حرق الدهون.
إليك توضيح مبسّط لآلية عمل هذه الحبوب:
- حبوب التخسيس التي تمنع امتصاص الدهون: ترتبط بالدهون الغذائية وتخرجها مع الفضلات خارج الأمعاء، وبالتالي تقلل أو تمنع امتصاصها وتخزينها في الجسم.

- حبوب تقليل الشهية: تعمل على تثبيط الشهية والجوع، ومنح الشعور بالشبع لمدّة أطول، وبالتالي تقليل استهلاك الطعام ككل.

- حبوب تحسين استخدام الدهون في الجسم: تقوم هذه بتسريع وتحسين اعتماد الجسم على استخدام الأحماض الدهنية كمصدر للطاقة، وتقلل من استخدام الكاربوهيدرات، وهذا يعني استهلاك مخزون الدهون في الجسم.

- الحبوب الرافعة لدرجة حرارة الجسم: وتقوم هذه بزيادة معدل أيض الجسم وإخراج الطاقة على شكل حرارة، من خلال التأثير على الغدة الدرقية المسؤولة عن تنظيم هرمونات الأيض في الجسم.

هل حبوب حرق الدهون فعّالة؟
بعضها فعّال نسبياً في تقليل دهون الجسم. المنتجات القانونية الموجودة في الأسواق يمكنها مساعدتك على حرق 5-10% دهون أكثر إذا كانت متزامنة مع حمية غذائية وجدول تمارين مناسب. بينما تشكّل الحبوب الغير مصرّحة قانونياً –وإن تسببت بفقدان أكبر وأسرع للوزن- خطر على صحتك وقد تكون قاتلة. والسؤال الأهم هنا، هل هذه الحبوب صحيّة بما فيه الكفاية؟

بشكل عام لا ننصح بتناول الحبوب التي تمنع امتصاص الدهون من الأمعاء، لأنك عندما تفقد الدهون الغذائية، أنت تفقد كذلك الفيتامينات الذائبة فيها كفيتامين أ، د، ي وفيتامين ك، بالإضافة إلى حقيقة أن الدهون ضرورية للصحة الجيدة. الأنواع الأفضل من مكملات حرق الدهون هي تلك التي ترفع من معدل الأيض وتحسّن استخدام الدهون كمصدر رئيس للطاقة في الجسم، لكن حتى هذه قد يكون لها مضاعفات جانبية ينبغي أخذها بعين الإعتبار.

إذا.. هل عليك تناول حبوب تخسيس الدهون؟
إن تخفيف الوزن التدريجي من خلال حمية متوازنة وممارسة الرياضة، بدون شكّ الطريقة الأفضل والأسلم للتخلص من الدهون إذا كنت تريد نتائج تدوم على المدى البعيد. لكن حبوب حرق الدهون قد تكون مفيدة لمن يعاني من السمنة المفرطة والدهون العنيدة.
وللتأكيد على هذا مجدداً؛ أنت لن تتمكن من التخلص من السمنة باستخدام الحبوب لوحدها مهما كانت فعالة، لأنك وإن تخلصت من الوزن مبدأياً، ستعود لاكتسابه مرة اخرى مالم تصحح عاداتك الصحية الخاطئة التي أدّت للسمنة من البداية. ومن الأفضل دائما أن تستشير طبيبك حول الحبوب التي تنوي أخذها، فهو أدرى ما إذا كانت ستتعارض مع حالتك الصحية او أدوية انت تأخذها.

كم عليك تناوله من هذه الحبوب؟
لكل منتج تعليمات استخدام مختلفة، لذا اتبع ارشادات الاستخدام ولا تتعدى الجرعة المنصوح بها أبدا. وإذا كان المنتج يحتوي على الكافيين، يفضل تجنب تناوله قرابة وقت النوم حتى لا تصاب بالأرق والقلق ليلاً.