أكد نزار السنوسي، الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع عن المعارض المُغتال شكري بلعيد، خلال مؤتمر صحفي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، أنه تمّ إيقاف سيف الله بن حسين المكنى بـ”أبو عياض” وإطلاق سراحه في نفس اليوم وذلك نقلا عن والدة أبو عياض.

وقال السنوسي إن رواية والدة أبو عياض تم نشرها على صفحة تيار أنصار الشريعة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في شكل فيديو.

وقد ورد في هذا الفيديو أن والدة سيف الله بن حسين قالت أنه تم القبض على ابنها وعندما حاولت منع ذلك تم التعرض لها، مضيفة أنه بعد القبض عليه ووضعه في سيارة من قبل أعوان الأمن تم بعد ذلك إطلاق سراحه مرة أخرى بعد ورود تعليمات للأعوان بذلك.

وأفاد السنوسي أنه قدم الفيديو لقاضي التحقيق المكلف بملف إغتيال الفقيد شكري بلعيد، وختم المتحدث مداخلته بالإشارة إلى أن سيف الله بن حسين تم تهريبه في مناسبتين الأولى في جامع الفتح حسب تصريحات رئيس الحكومة السابق علي العريض، أما الثانية فآنفة الذكر.

وتدين هذه المعطيات الجديدة حكومة حركة النهضة السابقة التي اتهمت بالتساهل مع المتشددين وبفتح المجال أمام العديد من الجمعيات الموالية للتيار السلفي الجهادي بالنشاط ومنح تأشيرة العمل لأحزاب ذات مرجعيات متشددة مما أدى إلى استفحال الإرهاب وتمكّن المجموعات الإرهابية من إرباك قوات الأمن.

يشار إلى أن أبو عياض هو زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس وقد قام بإلقاء خطبة رغم أنه مفتّش عنه ومطالب للتحقيق معه، في جامع الفتح القريب من وزارة الداخلية وسط العاصمة التونسية وذلك في خطوة تحدّ للسلطات، ولم تفلح قوات الأمن في الإمساك به بعد أن تمّ تهريبه من الباب الخلفي للجامع، واتهم وزير الداخلية آنذاك علي العريض القيادي في حركة النهضة الإسلامية، بالتساهل مع المتشددين وقد اعترف الوزير بتراخي أعوان الأمن متعلّلا بأنه لم يرد أن يعرّض حياة المصلّين والمدنيّين إلى الخطر.

والمعلوم أن السلطات التونسية قامت بتصنيف تنظيم أنصار الشريعة كأحد التنظيمات الإرهابية الخطيرة لضلوع العديد من قياديّيها في أعمال عنف ممنهجة كاغتيال المعارضين البارزين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إلى جانب ذبح جنود تونسيين في جبل الشعانبي أين تتحصن مجموعات جهادية لها علاقة بتنظيم القاعدة، وصولا إلى الهجوم الإرهابي الأخير الذي أسفر عن مقتل 15 جنديا وإصابة 23 آخرين.

*نقلا عن العرب اللندنية