بوابة افريقيا الإخبارية \ متابعات 

على الساعة الرابعة من عصر يوم 17 مارس 2011 أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية العقيد معمر القذافي أمرا للقوات بالتحرك الى مدينة بنغازي لتحريرها من قبضة المتمردين 

وكان القرار أن يتم الإنطلاق  في تنفيذ المهمة على الساعة السادسة من صباح اليوم الموالي بقيادة اللواء المعتصم بالله القذافي 

وتضمنت التعليمات  رفع درجة الإستعداد القصوي واستكمال ملاكات الوحدات العسكرية من اسلحة وذخائر ومعدات وآليات ووحدات اسعاف طبيبة وادوية وكل كا يلزم تأهباً واستعداداً لإي معركة .

وتم تقسيم المحاور إلي ثلاث :

1. محور قنفودة

2. محور القوارشة

3. محور بنينة

وتسليم إجدابيا فورا إلى قائد قوة الردع 

وكانت الأوامر كالآتى :

1. السيطرة على القوات وتنفيذ أوامر غرفة التعليمات دونما تأخير .

2. الهدف الرئيسي مدينة بنغازي والسيطرة على الأهداف المحددة لكل قوة والتعامل مع مصادر النيران بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بإتخاذ أقرب المواقع والنقاط للإشتباك مع مصادر النيران . 3. الخونة والعملاء والزنادقة هم الهدف . 4. على مندوب المخابرات والشرطة العسكرية متابعة مجريات المعارك المباشرة وتولي التحقيق والقبض على الزنادقة والعملاء ونزع السلاح من الشباب المغرر بهم وعدم استخدام القوة إتجاههم مع التحفظ عليهم لحين إنتهاء المعارك لحمايتهم . 5. على الشرطة العسكرية والمخابرات القبض فوراً على كل من يحاول المساس بالمواطن أو ممتالكاته أو الإعتداء على خواص المواطنين أو استغلال حالة الفوضى . 6. تقوم عمليات الرتل بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي وتسليمهم المقبوض عليهم .

وفي الذكرى الثامنة لتلك الحادثة ، روى آمر محور بنغازي لصحيفة  الشمس جملة من التفاصيل . وقال «  وجب التوضيح إن النظام كان  سيد الموقف لتنفيذ التعليمات والسيطرة لا أنكر وجود بعض التجاوزات من قبل بعض الشباب المتحمس إلا إنه سيطرنا على كل ذلك بعقلية عسكرية منظمة فلا تهاون مع التعليمات ولا مجال لقبول الفوضى ونحن نتأهب لخوض مصير مجهول وكنا على أعتابه في "قاريونس" فالهدف بنغازي حبية القائد وحبيبة الليبيين وأهلها أهلنا إلى حد تم منعنا من ضربها بالآليات والمدافع التي كان مداها يصل لــ 40 كم ، والتضحية بأرواحنا  إن وجب الأمر وهو واجب بضرورة خوض إشتباكات عن قرب تجبناً لتدمير المدينة أو قتل أهلها رغم إن كل بنغازي كانت تحت مرمى آلياتنا وقواتنا وعن بعد و هدفنا هو  العملاء والخونة والزنادقة، من كان حينها بعض أهل بنغازي يجهلون إنهم حقيقة سرطانية موجودة بينهم ولكننا كنا ندرك حقيقة وجودهم ونعلم من هم وما هي أهدافهم واسباب تواجدهم وللتاريخ كان هناك تعاون من أهالي بنغازي الذين أدركوا حقيقة المؤامرة وكانوا ينتظرون دخول الجيش بشوق لتخليصهم من زمرة العملاء وتخليص ابنائهم المغرر بهم من هذا الشرك، كنا حريصين على الأرواح وعلى الممتلكات وعلى الأمن والآمان بل أكثر من ذلك كنا حماة للقانون وللدولة وسيادتها فلا غرابة إن تكون التعليمات حتى في حالة القبض على الجناة إن يتم تسليمهم للجهات ذات الأختصاص. فمنذ البدء إن النية خالصة لله وللوطن ولم تكن لدينا نية الإعتداء أو الإنتقام كما تردد حينها في وسائل الإعلام المغرضة على ألسنة الخونة من باعوا بلادهم وترابهم على طبق من ذهب للغريب .. لم نكن مرتزقة و لم تكن " حبوب الفياجرا" في جيوبنا بل كانت المصاحف وحدها لصيقة بالقلوب والنوايا ، ولم نغتصب ولم نعتد  ولم ندمر ولم نقتل لمجرد القتل بل كنا في وضع الدفاع عن النفس أكثر من الهجوم »

وأضاف المتحدث « أذكر إنه يوم 18 – 3- 2011 كانت ساعة التحرك عند السادسة صباحاً لدخول بنغازي ولم تكن هناك مقاومة تذكر بل مجموعات مبعثرة من منطقة لأخرى ومن طريق لأخر كان بمجرد اشتباكهم مع قوات الإستطلاع كانوا يهربون وبفرون من مواقعهم، ما جعلنا نشعر بالآسف التغرير بالكثير من المراهقين تحت سن 18 معهم أسلحة خفيفة وعند القبض عليهم والتحقيق معهم كانوا يقولون إنهم جاؤوا للتصدي للمرتزقة أذكر مما أذكر وما هزنا يومها إن أحد الشباب الذين صدقوا " كذبة المرتزقة " تفاجأ بوجود زوج شقيقته بين وحدات الجيش فأنهار بالبكاء وقال فعلاً نحن مغرر بنا مع هذا جاءت الأوامر مباشرة من اللواء المعتصم بالله القذافي بإخلاء سبيل كل من هم مغرر بهم . للتاريخ وليس للتشفي كان بمقدرونا كقوة تدمير بنغازي وتسويتها بالأرض ولكننا لم نفعل، كان بمقدرونا إتباع سياسة الأرض المحروقة ولكننا تجنبنا ذلك بهدي من الله وتعليمات قائدنا ومن قتل خلال الإشتباكات التي اجبرنا للتعامل معها كمصادر للنيران عن قرب كانوا معظمهم مجموعات متطرفة بجنسيات مختلفة عربية وأجنبية تم التعرف عليهم من خلال هوياتهم » وتابع « وهذا ما زادنا إصرارنا على التقدم وتعزيز محور القوارشة بقوة من محور قنفودة وبنينة وطالت المعركة في محور القوارشة مع الزنادقة من استغلوا بيوت المدنيين كمصادر للنيران ولم تكن لدينا القدرة ولا التعليمات على إستخدام الإسلحة الثقيلة حفاظا على أرواح المدنيين وهذا ما تم إستغلاله من قبل العدو بل تم تدمير الكثير من البيوت وتفجيرها من قبلهم  زاعمين إن الجيش هو من قام بذلك وأمام هذا الوضع كان لابد من الإنسحاب والتمركز من جديد في المنطقة المقابلة للقوراشة على إن يتم إعادة الهجوم فجر 19 – 3- 2011 وكنا نتوقع إن "المعتدلين" من قيادات بنغازي ربما يجنبوننا كل هذه الخسائر في الأرواح والعتاد ويسمحون بدخول الجيش بشكل سلمي لتطهير المدينة ولم نكن ندرك حجم الخيانة و إن في هذا الوقت الذي كنا نحن نرتكز فيه على الحكمة ونماطل الهجوم بشكل عدواني إن تكون تلك "السويعات" هي التي سيحسم فيها مصيرنا من قبل الخونة والعملاء بتوجيه ضربات الطائرات الفرنسية إلى " رتل الشرف " وتدمير قرابة 70% منه قبل صدرو قرارات مجلس الأمن فتم إستهداف الرتل في مؤخرته ليتم القضاء الإمدادات تلتها الضربة الثانية في مقدمة الرتل لندخل بعد توالي الضربات في حالة من الفوضى والتشتت والإنقسام أعترف إن الإنهيار قل حل فوق سمائنا سحابة لم تنجلي ذاك اليوم ولعدة أيام ولم نستوعب الفاجعة ولا أدري كيف استجمعنا عزمنا وتباثنا من جديد لنقاوم بعد هذا اليوم لأكثر من ثمانية أشهر » شهدت تلك الفترة واحدة من أكثر الحروب الإعلامية الموجهة شراسة حيث تم الحديث عن قوات مرتزقة في طريق الى تدمير بنغازي ، وتم الترويج لذلك على صعيد واسع عربيا ودوليا ، مع فبركة للصور والمعلومات ، وظهر على شاشات التلفزيون من يزعم العثور على حبوب الفياغرا في جيوب العسكريين النظامين وزعم أنهم يدخلون المدينة لإغتصاب نسائها ، وكان كل ذلك لتبرير التدخل الفرنسي المباشر بتمويل قطر وبتخطيط من برنارد ليفي الذي كان عرّاب الأحداث المأساوية في ليبيا وراعي المتمردين الأول  إكتشف العالم لاحقا أن التدخل الدولي لم يكن ناتجا عن معلومات أكيدة ولكن عن إشاعات وتقارير إعلامية مفبركة شاركت فيها قوى إقليمية ودولية وغرف عمليات متخصصة وأبواق مأجورة تم تمويلها بملايين الدولارات من خزانة المال القطري وغطاء سياسي فرنسي سرعان ما وجد الدعم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإنخرطت فيه دول عربية عربية وأجنبية ما أدى الى تدمير كيان الدولة الليبية ونهب ثرواتها وإنتهاك سيادتها وهو ما لا تزال تعاني منذ تسع سنوات