ليس أمرا جديدا،هو تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة حول العالم. ففي جميع أنحاء العالم، يتم تجنيد آلاف الفتيان والفتيات في القوات المسلحة الحكومية والجماعات المتمردة للعمل كمقاتلين وطهاة وحمالين وسعاة أو أعمال أخرى. كما يتم تجنيد الفتيات لأغراض جنسية أو للزواج القسري. ويتم تجنيد العديد منهم قسراً، رغم أن البعض ينضمون نتيجة لضغوط اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية. وتؤدي ظروف النزوح والفقر إلى أن يصبح الأطفال أكثر عرضة للتجنيد.غير أن ما وصلت اليه جماعة بوكو حرام من نفنن في البشاعة،يعد جديدا،فقد عمدت إلى تفخيخ أجساد الأطفال النحيلة و إرسالهم كقنابل مدمرة.ذلك ما حدث مع بنت العشر سنوات.

فقد قتل 19 شخصا على الأقل وأصيب آخرون بجروح ،السبت، عندما فجرت فتاة في العاشرة من عمرها حزاما ناسفا في سوق مكتظة في مدينة مايدوغوري شمال شرق نيجيريا، حسب ما أعلن الصليب الأحمر وميليشيا محلية للدفاع الذاتي.وقال عشير مصطفى وهو عنصر في ميليشيا، لوكالة الأنباء الفرنسية إن انفجارا قويا هز السوق حوالي الساعة 12,40 (11,40 تغ) عندما كانت مكتظة بالتجار والزبائن، مضيفا أن الفتاة "في العاشرة من العمر".كما كشفت مصادر نيجيرية عن نزوح مايزيد عن 30 الف شخص من مناطق شمال شرقي البلاد بعد هجوم لمليشيات تابعة لمنظمة بوكو حرام كما أوقعت هذه الهجمات آلاف القتلى خلا عطلة نهاية الاسبوع حسب مسؤول نيجيري اخر، حيث قدر موسى بوخار، رئيس مجلس بلدية “كوكاوا” مقتل أكثر من 2000 خلال هجمات تمكن خلالها مئات المسلحين من السيطرة على بلدة “باغا” وقرى أخرى مجاورة، بجانب الاستيلاء على قاعدة عسكرية مشتركة.
وكانت الأمم المتحدة قد كشفت في تقرير لها عن أثر النزاع المسلح على الأطفال ، فإن الأطفال المرتبطون بالقوات المسلحة أو الجماعات المسلحة يتعرضون لعنف هائل – ويضطرون غالباً لمشاهدة وارتكاب أعمال العنف ويتعرضون للإيذاء أو الاستغلال أو الإصابة أو حتى القتل. ويحرمهم هذا الوضع من حقوقهم، ويصاحبه غالباً عواقب جسدية ونفسية قاسية.
و يتعدى الأمر،جماعة بوكو حرام الجهادية،فقد دأبت العديد من الميليشيات المسلحة في إفريقيا،على استغلال الأطفال في النزاعات العرقية المسلحة. وقد ذكر تقرير صدر في أكتوبر 2013 عن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعنوان تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في الفترة من يناير 2012 حتى أغسطس عام 2013، أنه تم خلال السنوات الخمس الماضية فصل نحو 10,000 طفل من الجماعات المسلحة، ولكن في الفترة التي يغطيها التقرير تم تجنيد حوالي 1,000 طفل وأن استخدام الأطفال من قبل أكثر من 25 جماعة مسلحة لا يزال عملاً "ممنهجاً".

وقد شكلت ثلاث مجموعات مسلحة وهي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، ونياتورا وحركة 23 مارس، قرابة نصف نسبة تجنيد الأطفال في الفترة التي يغطيها التقرير.وقال ريتشارد كلارك، مدير المنظمة الدولية المعنية بقضايا الأطفال المجندين التي تتخذ من لندن مقراً لها، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن قرار المحكمة الجنائية الدولية في عام 2012 بإدانة توماس لوبانجا، قائد ميليشيا اتحاد الكونغوليين الوطنيين بتجنيد الأطفال في منطقة إيتوري شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في الفترة بين عامي 2002 و2003" هام نظراً لأنه يرسل رسالة قوية بأن أولئك الذين يقومون بتجنيد واستخدام الأطفال سوف يتحملون مسؤولية أفعالهم تلك".وأضاف قائلاً: "لكن ذلك يحتاج إلى أن يستكمل بتحقيقات وملاحقات قضائية فعالة على الصعيد الوطني من أجل معالجة الإفلات من العقاب عن هذه الجرائم".وقال كلارك أن من بين الاستراتيجيات الأخرى لمنع تلك الممارسات: إصدار "أوامر عسكرية واضحة" تحظر تجنيد الأطفال، "تعزيز إجراءات التجنيد من خلال تطوير أساليب التحقق من العمر، وتدريب أفراد من القوات المسلحة بشأن حقوق الأطفال ومبادئ حمايتهم، وإنشاء هياكل لحماية الأطفال داخل الجيش و السماح لوكالات حماية الأطفال بزيارة المواقع العسكرية للتحقق من أنه لا يتم تجنيد الأطفال بشكل غير قانوني".