قال متابعون للشأن المغربي إن التبرؤ من الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين الذي دأب رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران على التذكير به، لا يعدو أن يكون مناورة وتقيّة من خاصيات خطاب الأحزاب والحركات الإخوانية.

وغالبا ما تنفي بعض حركات الإسلام السياسي أي علاقة لها بالتنظيم الدولي، لكن التقارير أو التحقيقات الأمنية تفضح الاجتماعات التي تتم بينها سرا وخاصة في السنتين الماضيتين، فضلا عن أدائها البيعة بالولاء للمرشد بدل الولاء للدول التي تنتمي إليها، حسب صحيفة العرب.

وتمسك بنكيران في كلمة له بمنتدى الجزيرة الذي اختتم الثلاثاء بالدوحة على أن لا علاقة لحزبه العدالة والتنمية بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

وأعلن أنه لا يوجد إخوان في المغرب، وأن “إخوان مصر إخواننا، ونحن، في المغرب، طورنا تجربتنا ولا يربطنا أي رابط بالتنظيم الدولي”.

وقالت رحاب حنان عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض إن العلاقة ثابتة بين الإخوان وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وإن خطاب بنكيران في المنتدى المذكور ينطلق من مرجعيتهم ويتبنى نفس أطروحاتهم.

وأضافت لاحظنا أن بنكيران مرتبك لأن الزمن السياسي بالخليج ليس من مصلحته لذلك حاول اللعب على الحبلين خاصة أن قطر ممولة الإخوان في العالم في وضع صعب بعد أن ألزمتها دول مجلس التعاون الخليجي بقطع صلاتها بالتنظيم الدولي والالتزام بالموقف الخليجي الموحد تجاه الجماعة.

وتساءلت رحاب حنان: كيف لأمين عام حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحكومي، أن ينفي انتماءه للتنظيم الدولي، في حين أن ذراعه الدعوية حركة التوحيد والإصلاح على علاقة وطيدة بهذا التنظيم الإخواني.

وينتقد معارضون وحقوقيون مغاربة الدور الذي تقوم به حركة التوحيد والإصلاح في أخونة مؤسسات المملكة، وهي الحركة التي لا تكاد تغيب عن اجتماعات التنظيم الدولي مثل اجتماع باكستان منذ أشهر وقد حضره رئيس الحركة محمد الحمداوي.

وعملت الحركة على توظيف خطابها الدعوي في مختلف المحطات السياسية خدمة لحزب ابن كيران مستفيدة من سيطرة أتباعها على المساجد والجوامع.

ورغم أن رئيس الحكومة المغربية ورئيس حزب العدالة والتنمية ينفي أي نية لأسلمة المجتمع، أي بناء مجتمع منغلق وفق ما تسوق له أدبيات الإسلام السياسي، فإن مثقفين وحقوقيين مغاربة يتهمون حزب العدالة والتنمية بالسعي إلى ضرب الإسلام الوسطي الذي يمثل ثقافة غالبية المغاربة ومحاولة زرع نمط متشدد آت من خارج المملكة بديلا عنه.

وحين تشتد الضغوط على حزب العدالة والتنمية وخاصة في اختراق مؤسسات الدولة، يهرب بنكيران إلى حيلة توظيف السلطة الرمزية للعاهل المغربي الملك محمد السادس لتبرير أخطاء حكومته وتواضع أدائها في ظل اتهامات له بأن يهتم بمشاكل حزب العدالة والتنمية وارتباطاته الخارجية أكثر من اهتمامه بالحكومة وتنفيذ الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية أو في خطاباته الكثيرة.