تناولت صحيفة نيويورك تايمز، منتصف الشهر الحالي تقرير للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي صدر مؤخرا، اعتبر أنه كان بالإمكان تفادي الهجوم على المنشأة الأمريكية في بنغازي بليبيا.

ويتناول التقرير نتائج التحقيقات السابقة حول الهجوم، ويشير إلى انقطاع الاتصالات بين وزارة الخارجية الامريكية ووكالة الاستخبارات المركزية خلال الأسابيع التي سبقت الهجوم القاتل على المجمع الدبلوماسي.

وهو أول تقرير ينتقد ضمنيا السفير الأمريكي الذي قتل خلال الهجوم، كريستوفر ستيفنز، مثيرا التساؤلات حول عمله والإجراءات التي قام بها خلال الأسابيع التي سبقت وفاته، ولم يشر التقرير إلى أية تحذيرات استخباراتية مسبقة حول هجوم وشيك.

يذكر أن أحداث بنغازي وتداعياتها أصبحت موضوع نقاش بين مختلف الكتل الحزبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ويتهم الجمهوريون المسؤولين في الإدارة الأمريكية بالإدلاء ببيانات مضللة حول اتصالات بين المهاجمين وتنظيم القاعدة.

ولا يعطي التقرير المذكور أي معلومات جديدة حول قضية تصريحات الإدارة الامريكية أو نقاط الحديث التي تم تداولها بعد الهجوم، من قبل المبعوثة الامريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس، لكنه كان قاسيا في انتقاده لوزارة الخارجية وفشلها في توفير الأمن الكافي للبعثة.

ووجدت اللجنة أنه كان بالإمكان تفادي الهجوم والوقاية منه، بناء على تقارير استخباراتية واسعة النطاق عن النشاط الإرهابي في ليبيا، شملت تهديدات وهجمات ضد أهداف غربية.

واعتبرت نيويورك تايمز أن التقرير الجديد سيزيد الضغط على وكيل وزير الخارجية المكلف بالإدارة باتريك كينيدي، الذي يشرف على الأمن الدبلوماسي.

وحول دور تنظيم القاعدة أو منظمات إرهابية أخرى في الهجوم، بين التقرير أن العديد من الأفراد المنتسبين لهذه المجموعات شاركوا في الهجوم، ولكن يبدو أنه لم يكن هناك مخطط أو من يقود الهجوم، وأشار إلى أن بعضا من هؤلاء الأفراد ينتمون إلى أنصار الشريعة، واعتبر أن الهجوم لم يكن منسقا وإنما انتهازيا.

كما أوضح التقرير أن السفير الأمريكي ستيفنز كان على علم بكل التقارير الاستخباراتية في ليبيا، بما في ذلك المخاطر الكبرى لحدوث هجمات ضد المنشآت الغربية وهو ما حث وكالة الاستخبارات المركزية على تعزيز الأمن في منشأتها في بنغازي في يونيو 2012، وقد طلب ستيفنز وقتها أيضا إرسال المزيد من الأمن الدبلوماسي.

كما يظهر أنه أوصى أيضا بتدريب حراس ليبيين لتكوين مجموعات أمنية في طرابلس وبنغازي، ولكن ذلك أبرز أن الثقة في الدعم الليبي كان في غير محله، كما ظهر ليلة الهجوم.

من ناحية أخرى يظهر التقرير أن التواصل بين مختلف الوكالات الأمنية الأمريكية كان ضعيفا، حيث أن القيادة الامريكية في إفريقيا لم تكن على علم بالمنشأة التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في بنغازي.