يبدو أن الحركة الجهادية في إفريقيا ،شمالا و جنوب الصحراء تتجه نحو الالتحاق بالخلافة الوليدة التي أعلنت عنها دولة العراق و الشام الإسلامية – داعش- في وقت سابق،فالمؤشرات عديدة تؤكد ذلك ،و المؤشرات أخرى تنذر بانتقال الصراع بين القاعدة و داعش إلى دول "المغرب الإسلامي"،وفق تقرير نشره "معهد العربية للدراسات".

في هذا السياق لقي جهادي ليبي تابع لداعش عاد للتو من سوريا حتفه في درنة نهاية الشهر الماضي في ثأر بين الجماعات الجهادية المتنافسة. و أصدرت كتيبة البتار الليبية التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين 9 يونيو قالت فيه إن الرؤوس ستقطع وتبقر البطون وستمتلئ ليبيا بالقبور ثأرا للمهدي سعد أبو الأبيض الغيثي.وقُتل الغيثي في اشتباك مع كتيبة شهداء أبو سليم، ما أجج الصراع بين الجماعات الجهادية.

إلى ذلك،أشار معهد العربية للدراسات في تقريره الذي  نشر ،الأحد، إلى أن إعلان الخلافة الإسلامية انشقاقا داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فرع قاعدة الجهاد في الشمال الإفريقي ،فقد نشرت "افريقية للإعلام" أحدى الأذرع الإعلامية للتيار الجهادي في المغرب العربي بلاغا صادرا عن ( ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻂ - التابع لتنظيم القاعدة يبايع فيه أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين و يدعو فيه بقية التنظيمات و الجماعات الالتحاق بالدولة الإسلامية ، وقد وقع البلاغ قيادات بارزة في التنظيم بينهم (ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥﺧﺎﻟﺪ ،ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ،ﺃﺑﻮ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ،ﺃﺑﻮ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻳﻌﻘﻮﺏ،ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺛﺎﺑﺖ، ﺃﺑﻮ ﺃﺳﺎﻣﺔﺍﻟﻌﻴﺎﺷﻲ، ﺃﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﻤﺎﻥ،ﺣﺴﻦ ﺃﺑﻮ ﺃﻳﻤﻦ ﺍﻟﺒﺎﺗﻨﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﺳﻲ).

و أضاف التقرير :" و يأتي هذا الإعلان كتخلي صريح من أحد مكونات تنظيم القاعدة عن بيعة الظواهري و نقلها إلى البغدادي و هو ما يؤشر على خطورة الإعلان على تماسك القاعدة تنظيميا و يفتح الباب واسعا نحو التحاق فروع أخرى للتنظيم بالدولة الإسلامية ،خاصة تلك التي أخذت منحا شديد التطرف في الآونة الأخيرة ،فتاريخيا تعود جذور قاعدة المغرب الإسلامي إلى الجماعة الإسلامية المسلحة و التي لا تقل دموية و تطرفا على داعش بل تكاد تكون نسخة طبق الأصل منها مع فارق الجغرافيا و التاريخ .كما أعلن  أبو عبد الله عثمان العاصمي - قاضي تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي منطقة الوسط في تسجيل صوتي نشره في وقت سابق نصرته لتنظيم الدولة الإسلامية مخالفا بذلك ضمنا أوامر و بيعة أميره أيمن الظواهري ،زعيم قاعدة الجهاد ،الذي صنف داعش كتنظيم خارجي متطرف .

و حول مبايعة الجماعات الجهادية في إفريقيا و المغرب العربي لداعش ،قال تقرير معهد العربية للدراسات، في المغربي العربي المشهد يبدو أوضح فزخم داعش كبير جدا بين أنصار التيار الجهادي و قادته خاصة و أن التنظيم يعتمد على المقاتلين التونسيين بشكل أساسي في سورية و بنسبة أقل في العراق،فمن المرجح أن تبايع تنظيمات أنصار الشريعة في تونس و ليبيا الدولة الإسلامية قريبا خاصة و أن أخبارا روجتها منابر جهادية تونسية عن إعلان سيف الدين الرايس الناطق الرسمي باسم "أنصار الشريعة بتونس" عن بيعته لدولة "داعش" و أميرها أبو بكر البغدادي ،هذا إلى جانب عدد من السرايا و التنظيمات الليبية المحلية في درنة و بنغازي ،كــ"شباب التوحيد" و "مجلس شورى شباب الإسلام" و غيرهما.و مما يعزز هذا التوجه، ما تقوم به الأذرع الإعلامية للجماعات الجهادية المغاربية في الآونة الأخيرة من ترويج لداعش و عملياتها في العراق على شبكة الانترنت ،خاصة و أن التنظيم يعتمد في عناصره على أكثر 6000 مقاتل من دول المغرب العربي في سورية و العراق .

أما في إفريقيا جنوب الصحراء، فيتوقع أن يعلن عدد من قادة الحركة الجهادية الموريتانية الالتحاق بداعش و مبايعة البغدادي خليفة للمسلمين ،و يمكن أن تسري عدى المبايعة نحو بقية تنظيمات الجهاد في مالي و إقليم الازواد كحركة أنصار الدين و تنظيم التوحيد و الجهاد،و يرجح مراقبون أن تعلن حركة شباب المجاهدين الصومالية موقفها النهائي من "الخليفة الجديد" في الأيام القليلة القادمة و الآمر ذاته بالنسبة لجماعة بوكو حرام النيجرية، وإذا ما وقع ذلك فعلا فان القارة الإفريقية بشمالها و صحرائها و "قرنها" الملتهب ستصبح الساحة الساخنة لنشاط الدولة الإسلامية في المستقبل .