قال تقرير دولي إن دول إفريقيا جنوب الصحراء، إذا ما قامت بالاستثمار في الثروة البشرية بشكل جيد، وتبنت سياسات لتوسيع نطاق فرص العمل أمام الشباب، فإنّ العوائد الناتجة عن التغيرات الديموغرافية (تركيبة السكان) بهذه الدول، يمكن أن تصل على الأقل إلى 500 مليار دولار سنويا، وهو ما يمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي الحالي للمنطقة حاليا، وذلك على مدى 30 عام.

وأضاف التقرير السنوي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الصادر اليوم الثلاثاء ، أنّ 59 دولة على مستوى العالم، أغلبها تقريبا في إفريقيا، يمكن أن تستفيد مما يسمى بـ "العائد الديموغرافي"، وذلك حين تتجاوز أعداد الفئة السكانية التي في سنّ العمل، باقي فئات السكان.

وإفريقيا جنوب الصحراء أو إفريقيا السوداء، هو المصطلح المستخدم لوصف المنطقة التي تقع جنوب الصحراء الكبرى،  وتتكون من 48 دولة منها 42 تقع على البر الرئيسي للقارة، و6 دول جزر وهي مدغشقر وسيشيل، جزر القمر، الرأس الأخضر وساو تومي وبرينسيبي.

وأضاف التقرير أن المعجزة الاقتصادية التي شهدتها اقتصاديات شرق آسيا، يمكن أن تتحوّل إلى واقع ملموس في كثير من البلدان الأكثر فقرا اليوم، بما في ذلك البلدان الأفريقية، لافتا إلى أنّ هذا التحول الديموغرافي يمكن أن يعزّز أيضا التحول الديمقراطي.

قال التقرير الأممى إن عدد السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 24 عام، ارتفعت لتصل إلى الذروة في عام 2010 في البلدان الأقلّ نموّا، ثم عاودت الانخفاض إلا أنه من المتوقع بحلول عام 2050، أن يتضاعف عدد السكان الذين هم في سنّ العمل.

وأشار التقرير إلى أن نيجيريا، الدولة الأكبر من حيث عدد السكان في القارة الإفريقية، على سبيل المثال بإمكانها مضاعفة نصيب الفرد من الدخل، وذلك للجيل القادم، بفضل هذا التحوّل الديمغرافي، شريطة أن يكون مصحوبا بسياسات ملائمة، وباستثمارات هامة.

وأوصى التقرير الأممي حكومات البلدان المعنية بضرورة الاستعداد للاستفادة ممّا سماه بـ "الفرصة الفريدة من نوعها"، وذلك عبر الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم، وتحسين الحوكمة، وتوفير البنى التحتية.

وبلغ تعداد سكان افريقيا جنوب الصحراء الكبرى حوالي 936 مليون نسمة في عام 2013، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 1.5 مليار في عام 2050، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.