قالت الممثلة المخضرمة مليكة العماري إنها سعدت كثيرا بالتفاتة تكريمها في مهرجان الفيلم الوطني بطنجة شمال المغرب، الذي انطلقت فعالياته الجمعة 20 فبراير 2015.

وكانت فعاليات المهرجان قد انطلقت بسينما الروكسي بطنجة، وهي الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم، بحفل افتتاحي تميز بتكريم الممثلة مليكة العماري إضافة إلى الناقد محمد كلاوي، في مبادرة تعتبر بمثابة اعتراف من المشهد السينمائي المغربي بعطاءات اسمين مخضرمين بصما مجالي التشخيص والنقد السينمائي على مدى عقود في المغرب.

وقد تناوب العديد الممثلين والوجوه السينمائية المغربية، على إلقاء كلمات في حق المكرمين، حيث توالى على منصة العرض كل من الممثلة مجيدة بنكيران والصحافي طالع سعود الأطلسي والناقد مصطفى المسناوي، فيما صفق جمهور التظاهرة طويلا لاسمين قدما زهرة حياتهما في خدمة الفن السابع بالمملكة.

وسرقت مليكة العماري الأضواء خلال حفل الافتتاح، وهي من بين الممثلات المغربيات القليلات اللواتي يتوفرن على ريبيرتوار غني في مختلف مناحي الإبداع الفني والتلفزيوني بالمغرب، إذ استطاعت أن تنال حب الجمهور المغربي، بفضل أدوار لعبتها لازالت راسخة في أذهان الجمهور المغربي، حيث شاركت مليكة العماري، ابنة مراكش، التي التحقت بفرقة المعمورة المسرحية عام 1963 إلى غاية 1974، قبل أن تصبح عضوا بالفرقة الوطنية لمسرح محمد الخامس منذ 1976، (شاركت) في أزيد من خمسين مسرحية، كما اشتغلت مع أشهر المخرجين السينمائيين المغاربة من قبيل محمد بن عبد الواحد التازي (للا شافية 1982)، سهيل بنبركة (ظل فرعون 1996)، سعد الشرايبي (نساء ونساء 1998)، حسن بنجلون (أصدقاء الأمس 1998)، حكيم نوري (مصر امرأة 1998)، جمال بلمجدوب (ياقوت 2000)، ومحمد عبد الرحمان التازي (البايرة 2012).

أما محمد كلاوي فتشبع بالثقافة السينمائية في إطار نادي العزائم بالدار البيضاء منذ سنة 1974، واكتشف مبادئ اللغة السينمائية عبر صداقته مع الراحل محمد الركاب. شارك بتحليلاته النقدية، خلال عقد الثمانينيات، في صحيفة (الاتحاد الاشتراكي)، ثم التحق بهيئة تحرير مجلة "دراسات سينمائية"، كما ساهم في تأسيس مجلة التواصل "رؤية" ومجلة "سيني.ما".

ولم يخل حفل افتتاح المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، من لحظات حزن، عندما وقف الجميع لتذكر أسماء كبيرة رحلت عن المشهد خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، حيث انطبع حفل افتتاح الدورة بلحظات حزن استحضارا لأرواح عدد من الفنانين والمهنيين الذين رحلوا مؤخرا إلى دار البقاء، ومنهم الفنان محمد بسطاوي والفنانة زينب السمايكي والمخرج عبد الله أوزاد والممثلة أمل معروف وآخرون.

تجدر الإشارة إلى أنه تم عرض في افتتاح المهرجان فيلم قصير للمخرج إسماعيل فروخي بعنوان "العرض"، كان توج قبل عشرين عاما في المهرجان الوطني للفيلم. وهو يحكي قصة الهوية المغربية كما يتمثلها طفل مزداد لأبوين مغربيين في المهجر الفرنسي.