تعد حركة "تمرد" إحدى أبرز الحركات السياسية التي ظهرت في مصر في العام الماضي وكان لها دور كبير في الحياة السياسية المصرية، لكن يبدو أن الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها خلال الشهور المقبلة، أثرت على تماسك أعضاء الحركة خصوصا المؤسسين لها محمود بدر وحسن شاهين، حيث رشح بعضهم المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية ، في حين يرى آخرون أن حمدين صباحي هو الأنسب للمرحلة الحالية.

وبعد جملة من التصريحات لأعضاء الحركة أقاموا اليوم مؤتمرا صحفيا أعلنت "تمرد" من خلاله دعمها للمشير عبد الفتاح السيسى، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بعد يومين من الجدل الذى أثير عقب إعلان كل من حسن شاهين ومحمد عبد العزيز، القياديين بالحركة، دعمهما للمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية حمدين صباحى.

وفى عمومية طارئة، عقدت مساء اليوم الأثنين أعلن محمود بدر، مؤسس الحركة رسمياً، للمرة الثانية، دعم الحركة للمشير السيسى، وقال فور وصوله ، وسط هتافات مؤيدة له وللمشير: "أن أعضاء حركة تمرد فوجئوا بزميليه حسن شاهين ومحمد عبد العزيز، قائلا: "أخواتى وجزء من تاريخ تمرد يؤيدون صباحى، ولن أقبل أن يتداول وسائل الإعلام أن هناك انشقاقا فى تمرد والحركة هي صوت الشعب المصري ".

وتابع بدر: "عموميتنا اليوم بها ممثلون لأكثر من 22 محافظة، وقرارنا هو دعم المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية".

ووسط هتاف "تمرد هي الأصل والسيسي جوة القصر"، وغيرها من الهتافات المؤيدة لبدر، توجه مؤسس الحركة بالشكر إلى محمد عبد العزيز وحسن شاهين ، قائلا : "شكرا ليكوا إنكم أعلنتم دعمكم لصباحي بصفتكم الشخصية، وأكدتوا إن الحركة بها اختلاف في الآراء.

وطالب بعد أعضاء الحركة بضرورة فصل شاهين وعبد العزيز لكن بدر أكد إن الاثنين عبرا عن رأيهما الشخصي وهما حرّان في ذلك لكن "تمرد" بصفة رسمية تدعم السيسي، وقال : نحن حريصون على وحدة الحركة، وسنتركهم يؤيدون من يريدون بموقفهم الشخصي".

وأعلن تمرد تشكيل لجنة تيسير أعمال الحركة حتى تأسيس حزب تمرد، مؤكداً أن اللجنة ستضم في عضويتها محمود بدر، ومحمد نبوي وأحمد عبد الغفار ومصطفى السويسي".

 وشهدت الجمعية العمومية لحركة تمرد قبل بدئها مشادات بين أعضاء مكاتبها السياسية، وذلك بعدما احتشد العشرات من أعضاء حركة المؤيدين لموقف محمود بدر مؤسس الحملة وبين عدد من المعارضين له.

وكشف محمود بدر، عن سرقة الصفحة الرسمية للحركة على مواقع 

التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وقال إنها لم تعد معبرة عن تمرد، مشيراً إلى أن الموقع الرسمي للحركة هو المعبر عنها فقط ، لافتاً إلى أن هناك 

دعوة لعقد الجمعية العمومية للحركة، الاثنين المقبل، وحتى هذا الإشعار تم تجميد عضوية كل من محمد عبد العزيز وحسن شاهين وخالد القاضى.

تلتزم المجموعة المؤيدة لحمدين صباحى داخل "تمرد" بالصمت وعدم الإدلاء بأى تصريحات صحفية حتى التفكير جيدا فى الخطوات القادمة، رافضا الإعلان عن موقفها من الجمعية العمومية التي انعقدت مساء اليوم والتي غاب عنها حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز.

ونفى محمد نبوي، المتحدث باسم حركة "تمرد" وجود انقسام فى الحركة، وقال "ما يروج من حدوث انشقاقات داخلها بسبب إعلان حمدين صباحي زعيم التيار الشعبى الترشح لرئاسة مصر غير صحيح"، معتبرا أن خروج ثلاثة أعضاء عن المسار العام للتنظيم لا يعني بأي حال من الأحوال تشتت الحركة، مؤكدا دعم الحركة للسيسى لانتخابات الرئاسة.

ومن جانب آخر، تحاول الحركة تقنين موقفها القانوني وإعلانها عن تحولها إلى حزب سياسي تحاشيا لإتهامها بأنها حركة غير شرعية خصوصا بعدما تلقى النائب العام، المستشار هشام بركات، بلاغا من المحامي عزت السيد مخلوف ضد محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وآخرين منتمين لنفس الحركة، باعتبارها حركة غير شرعية.

وأوضح مقدم البلاغ رقم 2392 أن حركة تمرد ظهرت فى الآونة الأخيرة وتصدرت وسائل الإعلام، مدعية تمثيلها للشعب المصرى، موضحا أنها حركة غير قانونية وغير معلوم مصدرها، وﻻ أهدافها السياسية، واتهمها بأنها حركة إرهابية تهدف لزعزعة البلاد وأنها خطر على استقرار البلاد.

وطالب مقدم البلاغ من المستشار هشام بركات، النائب العام، بسرعة التحقيق فى البلاغ المقدم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة تلك الحركة ومنعها من تهديد الاستقرار.

يشار إلى أن حركة تمرد كان لها دورا كبيرا في ثورة 30 يونيو حيث قامت بعمل توكيلات من الشعب المصري للإطاحة بنظام الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي.