تشير أصابع الاتهام إلى تورط حركة حماس، في المشاركة في العملية الإرهابية الأخيرة التي شهدتها محافظة شمال سيناء بكرم القواديس، والتي راح ضحيتها نحو 30 من قوات الجيش المصري وأصيب العشرات.

واتفق خبراء مصريون، على أنه حال ثبوت تورط الحركة بصورة رسمية فإن ذلك يعد بمثابة "خطوة إلى الوراء" في مسيرة دعم مصر للمفاوضات.

وكانت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، ذكرت أن الخارجية المصري بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن في ذلك الإطار.

تعليقاً على ذلك، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق نبيل بدر: "إن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت، كما أن القاهرة أعلنت استمرارها في الدعم حتى تستقر الأوضاع وتسترد فلسطين جميع أراضيها، غير أن تورط حركة حماس في حاث كمين كرم القواديس قد يُغيّر شكل العلاقات".

ولفت في تصريحات صحافية إلى أن حركة حماس تغامر بالعلاقة مع مصر، وتحاول إلحاق الأذى بالأمن القومي المصري، واصفاً تصرفات حماس بـ"المراهقة السياسية"، وهو ما يخذل الجانب الفلسطيني والمصري على حد سواء.

كما أشار إلى أنه لدى اكتشاف تورط حماس في حادث الكمين، فمن المتوقع أن تلجأ مصر إلى تأجيل تبنى المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لأجل غير مسمى، لافتاً إلى أن ما تقوم به حماس من محاولات لإلحاق الأذى بمصر، تصيب هي الأخرى الشعب الفلسطيني وقضيته.

من جانبه قال، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد أبو الخير، إن موقف حماس يؤدي لوصول رعاية مصر للمفاوضات إلى طريق "مسدود"، مشيراً إلى أن الخارجية المصرية بذلت قصارى جهدها لاستمرار المفاوضات، كما تبنت مؤتمر إعمار غزة، والتي تم تدميرها بسبب أفعال حركة حماس وتهورها، بحسب قوله.

كما أوضح أن مصر لن تتخذ إجراءات سوى حماية أراضيها وحدودها، مشيراً إلى أن قوات الجيش والشرطة تقوم بهدم الأنفاق وتدميرها، ما يعد عقاباً لحماس، في الوقت الذي لفت فيه إلى أن مصر لا تلحق الأذى بأحد بل سعت لأجل الدولة الفلسطينية، مما يزيد صعوبة الموقف.

وحول موقف السلطة الفلسطينية قال: "على السلطة الفلسطينية أن توقف حماس عن أخطائها"، لاقتاً إلى أن أفعال حماس ستؤدي في النهاية إلى انهيار الوحدة بينها وبين فتح، وهو ما ترغبه إسرائيل".