صادق المجلس الوطني التأسيسي ظهر الأربعاء على روزنامة مواعيد الانتخابات القادمة وفق المقترح الذي قدمته هيئة الانتخابات وهي مصادقة مهدت لها مصادقة رؤساء  الكتل ولجنة التشريع العام بالمجلس وباركتها أغلب الأحزاب ٠

المصادقة جاءت بما يشبه الأغلبية ، اذ صوت له 125 واحتفظ 17 وعارضه 13 ، وباستكمال المصادقة على هذه المواعيد وبعد يومين عن انطلاق عملية تسجيل الناخبين ، التي تستمر شهرا ، تدخل العملية الانتخابية مرحلة مهمة ستدفع الأحزاب ، الكبرى منها والصغرى ، الى النزول الميدان والالتقاء بالقواعد وعموم الناخبين لشرح برامجهم ووضع استراتيجيات تحركهم واستعدادهم للمحطات الانتخابية٠

وساعات قبل تثبيت مواعيد الانتخابات بشقيها البرلماني والرئاسي صدر استبيان جديد للرأي حول نوايا التصويت أكد فيه ما ذهب اليه عديد المحللين من وجود استقطاب ثنائي بدأ يسيطر على المشهد السياسي بين حركة النهضة الاسلامية التي عادت لتتفوق لأول مرة على حزب نداء تونس اذ تحصلت على نسبة 38 بالمائة متقدمة على نداء تونس الذي حاز 33 بالمائة من نوايا التصويت في حين حل التكتل ثالثا بفارق بعيد 6 بالمائة والجبهة الشعبية التي تجمع الأحزاب اليسارية والقومية 5 بالمائة فقط ٠

ويكشف الاستبيان أن جزءا مهما من التونسيين اعلن عن نية مقاطعة الانتخابات وقد تجلى رفض التصويت في منطقة الشمال الغربي (57.8) و الجنوب الشرقي (53.3) وهي نسب تبعث على الانشغال خاصة وأنها قد تبدو عامة باعتبار ان الإقليمين يضمان ست محافظات من جملة محافظات البلاد وعددها24 ٠

احتمال المقاطعة أو عدم التصويت يبرز أيضاً في رقم اخر أيضاً وهو 800 الف شاب بلغوا 18 سنة وسيصوتون لأول مرة في حياتهم ، اذا قاموا بالتسجيل على القائمات الانتخابية في الآجال التي تنتهي يوم 22 يوليو المقبل، خاصة وان أغلبهم لا انتماءات حزبية لديه رغم مواقفهم النقدية لكل الأحزاب تقريبا لانها لم تجد حلولا لمشاكل البطالة وخاصة بالنسبة للخريجين ٠

وبالنسبة للانتخابات الرئاسية أكد الاستبيان الذي أعده منتدى العلوم الاجتماعية تفوق الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس ، الذي حل أولا بنسبة 23.2 بالمائة من نوايا التصويت يليه حمادي الجبالي الذي لن يكون مرشحا لحزب النهضة والذي تحصل على 14 بالمائة من نوايا التصويت ، في حين اعلن 21 بالمائة انهم لا يعلمون لمن سيصوتون في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى دورتها الاولى يوم 23 نوفمبر المقبل ٠

وفي المقابل فان مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي وحزب التكتل الديمقراطي لم يحصل الا على نسبة 3 بالمائة من نوايا التصويت وراء منصف المرزوقي وحمة الهمامي والهاشمي حامدي ، وهي رتبة يحاول بن جعفر القفز عليها عبر اعلان قبوله بمقترح النهضة ليكون رئيساً بالوفاق ، وهو مقترح أجمعت الأحزاب السياسية وكافة مكونات المجتمع المدني على رفضه باعتباره يسرق إرادة الشعب ٠

الى ذلك أشارت مصادر خاصة الى أن بن جعفر ومن خلال زياراته المتكررة الى الخارج ظل يبحث عن دعم آجنبي لحظوظه في الرئاسيات باعتباره أب الدستور والوفاق في تونس ، ويبدو أن تزامن زيارته الى باريس خلال الأسبوع الماضي مع راشد الغنوشي زعيم النهضة كان يهدف الى خلق توافق بين الرجلين والضغط على النهضة لدعم بن جعفر ، الذي يعتبر صديقا وحليفا للحكومات الاشتراكية واليسارية في فرنسا منذ العهد السابق اذ ساندته ضد ديكتاتورية بن علي ٠

ورغم بداية توضح الصورة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية فان الأشهر الأربعة القادمة ستكون حاسمة ومؤثرة للأحزاب والناخبين وللخارطة السياسية الجديدة التي ستحكم تونس خلال الخماسية القادمة 2015  2020